سؤال
رقم مرجعي: 787199 | قضايا الأسرة و الزواج | 5 فبراير، 2024
حكم ضرب الزوجة بحجة الاقتداء بالسلف
حكم زوج يضرب زوجته بحجة ان بعض الصحابة كانوا يضربون زوجاتهم مثل ثابت بن قيس رضى الله عنه، و ان الضرب لا بأس به لان الرسول ﷺ لم يزجره وقتها وهذه المرأة تريد فتوى لتقنع زوجها ان ما يفعله حرام لانها لا تتحمل الضرب
إجابة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله،
فإن من المعلوم أن الله سبحانه حرّم أذية الزوجة وأمر بحسن العشرة فقال: (وعاشروهن بالمعروف) [النساء:19].
وتعددت الآيات الكريمة التي تأمر بحسن العشرة وتنهى عن الأذية حتى عند وقوع الطلاق، وكذلك أكدت الأحاديث النبوية المستفيضة على هذا الأمر، فأمرت بحسن العشرة للأهل ومعاملتهم بالمعروف، ومن ذلك الحديث الصحيح الذي أخرجه الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال عليه السلام: " أكْملُ المؤمنينَ إيمانًا أحسنُهُم خلقًا، وخيارُكُم خيارُكُم لنسائِهِم"، فهل بعد هذا من بيان؟.
ثم إن ما ذكر من روايات عن قيام بعض السلف بضرب أزواجهم بحاجة إلى تحقيق في صحته، ولو صح فقد يكون كثير منه محمولا على المجاز لا على الإيلام، وأيضا قدوتنا في ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي روت عنه أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي"، فالأولى أن يتأسى المرء برسول الله صلى الله عليه وسلم.
أما الضرب الوارد في القرآن الكريم في قوله تعالى: "واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلاً إن الله كان عليا كبيرا" [النساء :34].
فهو متعلق بنشوز الزوجة، وهو ضرب تأديب لا ضرب إيلام، ولا يصار إليه إلا في الحالات الملحة وبعد خطوات طويلة من النصح والهجر، أما ضرب الزوجة دون موجب شرعي فهو من الاعتداء والظلم الذي حرمه الله تعالى.