سؤال
رقم مرجعي: 804620 | قضايا الأسرة و الزواج | 25 إبريل، 2025
الخيانة بعد الزواج
أنا امرأة متزوجة ولدي أطفال. لم أفكر بيوم بالخيانة او الوقوع في علاقة غير شرعية اصلي واصلي السنن واصوم واحاول ان اكون قريبة من ربي. ولكن دارت بي الدنيا وفي يوم من الأيام وقعت في علاقة غير شرعية مع شخص وحصل بيننا لقائات وتواصل جسدي وقبلات (مادون الزنا) - بعد سنة تركته وندمت اشد الندم على مافعلت ولا أستطيع ان استوعب المعصية التي وقعت فيها. احترق كل يوم ندم على مافرطته في جنب الله وعلى خيانتي لزوجي. أنا تبت إلى الله وأقوم بالأعمال الصالحة اكثر من قبل ولكن يراودني شعور ان توبتي لن تقبل إلى إذا اعترفت لزوجي لان هذا حق انسان وسيتم عالق في رقبتي. أنا أخشى ان اكسر قلبه ورجولته ان أخبرته وأشتت أبنائي. ولكن هذا الشعور لا يتركني أبدا. ان كان يجب علي ان اخبره حتى أتحلل من هذا الحق فأنا مستعده لذلك حتى يرضى عني ربي ولا اكون خداعة وكاذبة. ارجوكم أرشدوني وساعدوني - ما هو الدليل أنا ستري لنفسي أولى من إخباره. ارجوكم ساعدوني فقد سيطر علي هذا الوسواس واريد ان يقبل الله توبتي ويرضى عني زوجي. لقد قرأت حديث بأن ينصب للغادر لواء غدر يوم القيامة - هل ذلك صحيح حتى بعد التوبة. وايضاً سمعت ان حقوق الناس لا تسقط حتى فالقبر ستبقى روحي معلقة، فهل هذا ينطبق على حالتي؟ ماهو دليل الستر فالشريعة لمثل حالتي؟
إجابة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:
لا شك بأن ما قمت به فعل شنيع وعمل فظيع خاصة وأنك متزوجة وأم لأطفال، فقد وقعت منك خيانة لله ولزوجك وأطفالك مع شخص وضيع ضحك عليك ونال مراده منك، ولا يوجد في الدنيا سبب يبرر الخيانة على الوجه الذي فعلته أنت، لكن على الجانب الآخر بما أنك تبت وصدقت توبتك كما تقولين، وقد ستر الله عليك ما قمت به من عمل شنيع، فلا داعي لأن تهتكي الستر الذي أكرمك به الله، لأن عاقبة ذلك هي فقدان الثقة بينك وبين زوجك وعلى الأغلب طلاقه لك وهدم أسرتكم وضياع أبنائكم، والله تعالى يقبل توبة التائب إن كان صادقا شريطة ان يندم على فعله وأن يكثر من الاستغفار والدعاء وأن يصلح ما أفسد ه بالابتعاد عن كل أشكال الفساد والتواصل المحرم وما يؤدي إليها وأن يتقرب إلى الله تعالى أكثر فأكثر لعل الله تعالى أن يقبله ويصفح عنه، وهو القائل جلّ في علاه ( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إنه يغفر الذنوب جميعا إنه هو هو الغفور الرحيم). ويقول عز شأنه في موضع آخر من كتابه العزيز ( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء). واعلمي أن الشيطان قد يدفعك للبأس من التوبة ويوسوس لك بعدم قبولها ليحزنك ويعيدك إلى مربع المعصية من جديد وينغص عليك حياتك، فلا تغي له وأقبلي على الله بصدق وتناسي معصيتك السابقة واعلمي ان الله سبحانه أشد ما يكون فرحا بعودة عباده التائبين إليه.