سؤال
رقم مرجعي: 819563 | المطعومات والمشروبات | 20 مايو، 2018
حكم التدخين والأرجيلة
السلام عليكم بدي أسال شو الأدلة من القرآن والحديث الي بتحرم الدخان والأرجيلة؟ لانه في محاولتي للاقناع بأنهم حرام مش بس مكروه فأنا تهت في جمعي للأدلة. أفيدوني أفادكم الله
إجابة
الجواب / |
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق سيدنا محمد الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد؛ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته |
بالإشارة إلى سؤالك المثبت نصه أعلاه؛ فالشريعة الإسلامية تقوم على أمور خمس، هي: حفظ حياة الإنسان وعقله وماله ودينه وعرضه، وعلى هذا فقد نهى الإسلام عن تعاطي أي شيء يعود بالضرر على جسم الإنسان، أو عقله، أو ماله، أو عرضه، أو دينه، فعن أم سلمة، رضي الله عنها، قالت: «نَهَى رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنْ كُلِّ مُسْكِرٍ وَمُفَتِّرٍ» [سنن أبي داود، كتاب الأشربة، باب النهي عن المسكر، وقال ابن حجر في فتح الباري: إسناده حسن، وصححه الزين العراقي في فيض القدير: 6/338[.
والهيئات العلمية والمراكز الطبية والصحية فصلت في بيان مدى تأثير التدخين على جسم الإنسان، وأثبتت أنه سبب رئيس للإصابة بكثير من الأمراض الخطيرة، وذهب معظم علماء الشريعة إلى تحريمه، ووجوب الإقلاع عنه؛ لأن الإسلام أحل الطيبات، وحرم كل خبيث وضار، فقد قال الله تعالى: ﴿وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ﴾ [الأعراف: 157]، ورسول الله، صلى الله عليه وسلم، يقول: «لاَ ضَرَرَ وَلاَ ضِرَارَ» [مسند أحمد، مسند بني هاشم، مسند عبد الله بن العباس بن عبد المطلب، عن النبي، صلى الله عليه وسلم، وصححه الألباني[.
وحيث إن هذه المسألة اجتهادية، وتوجد آراء تخالف القول بالتحريم، فنميل إلى القول بالكراهة التحريمية لشرب الدخان والمتاجرة به وبالأرجيلة.
وقد استدل القائلون بالتحريم بعدة نصوص من القرآن تؤكد حرمة التدخين منها قوله تعالى: } ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث { فهل الدخان من الطيبات؟؟!! كما حرم الله تعالى تناول كل ما يضر بالنفس فقال: } ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما { وقال } ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة { وقال } ولا تبذر تبذيراً إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين { . وعبر الحديث الصحيح "لا ضرر ولا ضرار" وهو قاعدة فقهية عظيمة فإنه ثبت أن الإنسان لا يجوز له أن يلحق بنفسه ولا بالآخرين ما يضرهم.
وقد أثبتت الدراسات الحديثة والفحوصات الجدية أن التدخين ضار مضر بالمدخنين وبمن حولهم ممن نشق دخانهم، وأنه سبب لأمراض كثيرة ومصائب شديدة تحل بجسم المدخن كالسرطانات المختلفة في الرئة والمريء وأمراض القلب وتصلب الشرايين وارتفاع ضغط الدم وغيرها. وما هو إلا نوع من الانتحار البطيء .
بقي أن يقال إن الفرق بين التحريم والكراهة التحريمية لا يختلفان من حيث وجوب تركك الفعل لكن الفرق في الاعتقاد فمن اعتقد حل الحرام خرج من الملة وأما من اعتقد حل المكروه تحريما لم يخرج والله أعلم .
.