سؤال
رقم مرجعي: 832792 | قضايا طبية معاصرة | 23 فبراير، 2025
حكم شراء الأعضاء البشرية لزراعتها للمرضى
هل شراء الاعضاء البشرية لزراعتها في مريض يحتاجها من دول اخرى بشكل قانوني يعتبر حلال ام حرام؟ بحد علمي انه بيع الاعضاء حرام . فهل شراؤها (للحاجة طبعا ) يعتبر حرام ايضا كون العملية اتجاهان لا يحدث الثاني الا بالاول؟
إجابة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله،
فالسؤال لم يحدد طبيعة العضو المراد شراؤه...وهنا نضع بين يدي السائل الملحوظات الآتية جوابا على سؤاله:
1- فإن من المتفق عليه أن بيع الأعضاء لا يجوز، لأن الله كرّم الإنسان؛ ولأن الإنسان لا يملك جسده بل هو مؤتمن عليه، إلا إذا أعطى المتبرع له للمتبرع مالا دون اشتراط مسبق ردًّا للجميل وشكرًا على العطاء، فحينها تدخل في باب الهدية والهبة والمنحة.
2- يجوز للمريض شراء الكلية للضرورة؛ وفي هذه الحالة فإن الإثم على البائع لا على المشتري لما في هذه الحالة من إنقاذ للنفس ودفع للأذى.
3- إذا كان العضو المتبرع به يلحق الضرر بحياة المتبرع فإن هذا لا يجوز مطلقا لما فيه من إلقاء النفس بالتهلكة وإلحاق الأذى بالمتبرع.
4- إن التبرع بما لا يهدد الحياة نحو التبرع بالكلية أو جزء من الكبد فيه خير كثير لما فيه من إنقاذ النفس البشرية، وتفريج الكربات عن المرضى، ورفع الأذى والألم عنهم.
5-لا يجوز نقل الأعضاء التي تحمل الصفات الوراثية نحو الأعضاء التناسلية كالخصيتين أو المبيضين.
6- يجوز نقل عضو من ميت تحققت وفاته إلى حي إذا أوصى الميت أو أجاز ورثته، لما فيه من المحافظة على حياة الأحياء ورفع الأذى عنهم.
وإن وصية الإنسان بالتبرع بأعضائه بعد موته هي صدقة جارية، وربما دخل هذا في قول الله تعالى (وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا) [المائدة: 32].
خلاصة الأمر: يجوز شراء العضو إذا كان لا ينقل الصفات الوراثية حفاظا على الحياة، والإثم في هذه الحالة على البائع لا على المشتري؛ إلا إذا علم المشتري أن شراء العضو فيه إلحاق للأذى والضرر بالآخرين، والله تعال أعلم.