سؤال
رقم مرجعي: 836359 | المساجد | 9 نوفمبر، 2025
اتجاه القبلة وبعض الاختلاف اليسير فيها.
سالت اكثرمن واحد اين اتجاه القبلة منهم من قال الى الجنوب ومنهم من قال جنوب شرق والمساجد في المنطة تختلف اتجاهاتها فانا في حيرة فالى اين اتجاه القبلة
إجابة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق سيدنا محمد الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد؛
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الأخ السائل الكريم:
بالإشارة إلى سؤالك المثبت نصه أعلاه، وبعد الرجوع إلى قراري مجلس الإفتاء الأعلى رقم: 1/8، ورقم: 3/46:
فإنّ القبلة من علامات وحدة هذه الأمة، فالأمة الإسلامية قبلتها واحدة، وهو أمر يفتخر به كل مسلم ويعتز به، فالحفاظ على رمز وحدة المسلمين من خلال وحدة قبلتهم، هو أولى بالاتباع، واستقبال القبلة شرط لصحة الصلاة، والأدلة على ذلك كثيرة، فمن القرآن الكريم: قال تعالى: ﴿قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ﴾ [سورة البقرة: 144]، ومن السنّة: ما ورد عن أبي هريرة، رضي الله عنه، قال: قال النبي، صلّى الله عليه وسلّم: «إِذَا قُمْتَ إِلَى الصَّلاَةِ فَأَسْبِغِ الْوُضُوءَ ثُمَّ اسْتَقْبِلِ الْقِبْلَةَ فَكَبِّرْ» [صحيح مسلم، كتاب الصلاة، باب وجوب قراءة الفاتحة فى كل ركعة]، والجهة تعرف بعلامات أهمّها معرفة المشرق والمغرب، لقول الرسول، صلّى الله عليه وسلّم: «مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالمَغْرِبِ قِبْلَةٌ» [جامع الترمذي، كتاب أبواب الصلاة، باب ما بين المشرق والمغرب قبلة، وصححه الألباني]، ويدلّ هذا الحديث على أنّه ليس بالضرورة التوجه إلى ذات الكعبة نفسها، لغير المشاهد للكعبة، أثناء الصلاة، لوجود مشقة في ذلك، وإنّما يكون التوجه إلى جهتها؛ تيسيرًا للنّاس على العبادة، ورفعًا للحرج عنهم.
وعلى المسلمين عند قيامهم ببناء المسجد أن يبذلوا الجهد والوسع في تحري القبلة من خلال أهل الخبرة، ويفضل اللجوء إلى التقنيات الهندسية الحديثة في تحديدها. والاختلاف اليسير في القبلة لا يضر عملا بالأدلة الواردة أعلاه. وفي فلسطين فإن القبلة تقع إلى الجنوب مع الميل شرقا على درجة 158 والله أعلم.
والله يقول الحق وهو يهدي السبيل
