ادعم فتوى، تبرع الآن

سؤال

رقم مرجعي: 863769 | الصلاة | 22 يوليو، 2020

‏ما حكم جمع الصلوات من الظهر إلى العشاء في البيت بسبب العمل وإغلاق المصلى؟

‏سلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ‏استفسار تم اغلاق المصلى في العمل لدينا لاسباب مرض كورونا ولدينا ضغط عمل من الصباح حتا صلاه العشاء ولا نستطيع الصلاه لهذه الاسباب ف احيانا ارجع البيت اصلي الضهر والعصر والمغرب والعشاء هل يجوز ذالك ؟ جزاكم الله خير

إجابة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق سيدنا محمد الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد؛

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بالإشارة إلى سؤالك المثبت نصه أعلاه، فإن جمع الصلوات تحكمه قواعد وأحكام شرعية، ولم يقل أحد من أهل العلم بجواز جمع كل الصلوات أو الأربعة المذكورة في السؤال، لأي سبب كان، فما تفعله يعد تأخيرا للصلاة وجمعا محرما بينها، وقد قال تعالى: { إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا} ( سورة النساء، الآية: 103) وإذا كان هناك جمع بين صلاتي الظهر والعصر في العمل فلا يجوز إلا لعذر قاهر، يمنع من الصلاة على وقتها، وقد سئل سماحة الشيخ محمد أحمد حسين حفظه الله المفتي العام للقدس والديار الفلسطسينية هل يجوز جمع صلاة العصر مع الظهر في العمل مع أنه يعود إلى البيت قبل العصر ويسمع الأذان وهو في البيت؟

فأجاب: (( الأصل أن الجمع بين الصلاتين لعذر رخصة من الله تعالى، وسع بها على عباده، ورفع عنهم الحرج به، وللفقهاء في الجمع آراء عدة، فلم يجز الأحناف الجمع بين الصلاتين إلا في عرفة ومزدلفة، وذهب المالكية والحنابلة إلى جواز الجمع بين صلاتي المغرب والعشاء فقط، أما الشافعية وبعض الحنابلة فذهبوا إلى جواز جمع الظهر والعصر، والمغرب والعشاء لعذر المطر، ضمن شروط خاصة بينوها في كتبهم الفقهية.
وأجاز الحنابلة وبعض الشافعية جمع المنفرد في بيته لعذر كالمطر، فعن ابن عباس، رضي الله عنه، قال: «صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ جَمِيعًا، وَالْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ جَمِيعًا، فِي غَيْرِ خَوْفٍ وَلاَ سَفَرٍ» [صحيح مسلم، كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب الجمع بين الصلاتين في الحضر].
يقول الدكتور وهبة الزحيلي: "الأعذار تبيح الجمع تقديماً وتأخيراً، حتى لمن يصلي في بيته، أو يصلي في مسجد، ولو كان طريقه مسقوفاً" [الفقه الإسلامي وأدلته: 2/510].
وعليه؛ فإننا نرجح منع الجمع في العمل، إلا إذا كانت هناك حاجة أو عذر لذلك، بما يدفع مشقة وحرجاً عن المصلي، فالجمع رخصة شرعت للتيسير ورفع الحرج، لا للتهاون بواجب أداء الصلاة في وقتها، فقد قال الله تعالى: ﴿إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا﴾ [النساء: 103]، وعن عبد الله، أنه قال: «سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، أَيُّ الأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ، قَالَ: الصَّلاَةُ عَلَى وَقْتِهَا» [صحيح البخاري، كتاب الإيمان، باب بيان كون الإيمان بالله تعالى أفضل الأعمال]، مع التنبيه إلى أن الصلاة جماعة في وقتها في المسجد أفضل، وألا يتخلف عنها إلا لعذر شرعي، وإن أداء الصلاة جماعة يضع حداً للشطط في التوسع في الرخص والتهاون بشأنها)).  

والله يقول الحق وهو يهدي السبيل

لديك سؤال؟

أرسل سؤالك الآن

فتاوى مشابهة