سؤال
رقم مرجعي: 881877 | الصلاة | 6 إبريل، 2019
هل يؤثم من لا يصلي صلواته في المسجد
هل يؤثم من لا يصلي صلواته في المسجد
إجابة
الحمد لله والصلاة السلام على رسول الله وبعد؛
فإن صلاة الجماعة من شعائر الإسلام التي لا يجوز لأهل بلد تركها وإلا قوتلوا حتى يقيموها، ومن تركها فقد فوَّتَّ على نفسه خيراً كثيراً، لأن صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة كما جاء في الحديث المتفق عليه عن ابن عمر رضي الله عنهما.
وقد اختلف أهل العلم في حكمها. فقيل: هي سنة مؤكدة، وقيل: واجبة، وقيل: إنها سنة غير مؤكدة، وقيل: إنها فرض كفاية، والراجح وجوبها على الرجال البالغين لأدلة منها: حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد ناساً في بعض الصلوات، فقال: لقد هممت أن آمر رجلاً يصلي بالناس ثم أخالف إلى رجال يتخلفون عنها فآمر بهم فيحرقوا عليهم بحزم الحطب بيوتهم، ولو علم أحدهم أنه يجد عظماً سميناً لشهدها.. يعني: صلاة العشاء.
وأخرج مسلم عن أبي الأحوص قال: قال عبد الله: لقد رأيتنا وما يتخلف عن الصلاة إلا منافق قد علم نفاقه، أو مريض، إن كان المريض ليمشي بين رجلين حتى يأتي الصلاة، وقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم علمنا سنن الهدى، وإن من سنن الهدى الصلاة في المسجد الذي يؤذن فيه" وقد جاء الرجل الأعمى إلى النبي صلى الله عليه وسلم يسـتأذنه في أن يصلي في بيته، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: هل تسمع النداء؟ قال: نعم، قال: لا أجد لك رخصة".
وذهب بعض العلماء إلى القول بعدم صحة صلاة من صلى في بيته بدون عذر، وهذا ما ذهب إليه شيخ الإسلام ابن تيمية- رحمه الله - وهو رواية عن الإمام أحمد. وهذا القول مرجوح، والراجح أن المصلي في بيته، تاركاً للواجب من غير عذر: آثم وعاص، وإذا استمر على ذلك صار فاسقاً تسقط ولايته وشهادته، كما ذهب إليه كثير من أهل العلم ، ولكن صلاته تصح .
ويدل لذلك حديث ابن عمر وحديث أبي هريرة، في تفضيل صلاة الجماعة على صلاة الفذ، فإن التفضيل لصلاة الجماعة ، يدل على أن في صلاة الفذ أجراً، ومادام فيها أجر فإنه يدل على صحتها، لأن ثبوت الأجر فرع عن الصحة ، إذ لو لم تصح ، لم يكن فيها أجر، لكنه بلا شك آثم عاص ، يعاقب على ذلك ، إلا أن يتوب إلى الله عز وجل، أو يعفو الله عنه. فلا ينبغي للمسلم أن يترك الجماعة إلا من عذر، وتركها من غير عذر دليل على عدم كمال إيمانه كما تشهد لذلك الأحاديث السابقة وغيرها كثير.
والله تعالى أعلم.