سؤال
رقم مرجعي: 904182 | قضايا طبية معاصرة | 14 أكتوبر، 2025
حكم اجراء عملية تجميل للأنف لمعالجة مشكلة في التنفس
السلام عليكم ارجو مساعدتكم في إفادتي بالفتوى الشرعية للحالة التالية: لقد قمت بإجراء عملية اصلاح وتيرة أنفية (انحراف الأنف وازالة زوائد داخل الأنف) قبل عشر سنوات وبعد اجراء العملية اخبرني الطبيب ان انفي لم يكن فيه انحراف بل كسور متراكمة غيرت من شكل الأنف وان الشكل الحالي لأنفي ليس الشكل الذي ولدت فيه لكنني لم أقم بعملية تجميل ومن فترة أصبحت أعاني من مشاكل في التنفس ووجود زوائد لحمية وانحراف جديد في الأنف واخبرني الطبيب انه لو قمت بعملية تجميل لأنفي ستنتهي مشكلتي وقمت بعدها بزيارة طبيب آخر وأخبرني انه التجميل في حالتي لن يفيدني لفترة طويلة بسبب عمليتي الأولى وانه ان لم أقم بالعملية الاولى لكان التجميل علاج وترددت بين قرار الطبيبين واريد مساعدتكم في إفادتي مع الشكر …
إجابة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فالأصل في إجراء عمليات التجميل أنها إن كانت لمجرد تحسين الشكل وتغيير الخِلقة الأصلية بلا حاجةٍ علاجية فهي غير جائزة شرعًا، لما فيها من تغييرٍ لخلق الله تعالى بغير ضرورة.
أما إن كان المقصود منها إزالة عيبٍ أو علاجُ ضررٍ أو إصلاحُ خللٍ حاصلٍ بسبب مرضٍ أو حادثٍ أو عمليةٍ سابقةٍ أثّرت في الوظيفة الطبيعية لأحد أعضاء الجسد، فإنها تكون جائزة شرعًا، بل قد تكون مطلوبة إذا ترتب على تركها ضررٌ معتبر أو مشقةٌ ظاهرة.
وبناءً على ما ورد في السؤال فإن العملية الأولى كانت علاجية لإصلاح كسور وزوائد داخل الأنف أثّرت في التنفس، ولم تكن بغرض التجميل. وحيث إن الحالة الحالية تتضمن صعوبة في التنفس، ووجود انحراف وزوائد جديدة، وأفاد الطبيب المختص بأن العملية الجراحية (التجميلية في ظاهرها) يمكن أن تُعيد الوظيفة التنفسية إلى حالتها الطبيعية، فإنه لا حرج شرعًا في إجراء هذه العملية متى كانت الغاية علاجًا وتحسينًا للوظيفة التنفسية، لا لمجرد التجميل أو تغيير الشكل. أما إن كان الغرض من العملية هو تحسين المظهر فقط دون وجود ضررٍ أو عيبٍ مؤثر، فلا تجوز حينئذ.
وينصح السائل بعرض الحالة على طبيبٍ ثقةٍ مختص لتقدير الحاجة الطبية بدقة، ثم المضي في العلاج المباح شرعًا.
والله تعالى أعلم.