سؤال

رقم مرجعي: 946078 | الصلاة | 13 يونيو، 2025

هل تسقط صلاة الجمعة إذا صادف يوم عيد ؟

هل تسقط صلاة الجمعة إذا صادف يوم عيد ؟

إجابة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق سيدنا محمد الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد؛

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فإن للعلماء عند اجتماع العيد والجمعة في يوم واحد عدة أقوال:

الأول: أن الجمعة واجبة على كل من صلى العيد، وهو قول أبي حنيفة ورواية عند مالك وهو اختيار ابن حزم وابن المنذر وابن عبد البر، مستدلين بالأدلة العامة على وجوب الجمعة كما في قوله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ }الجمعة9 .

الثاني: الرخصة لأهل البر والبوادي في ترك الجمعة وصلاتها ظهراً، وهو قول الشافعي ورواية عند مالك وقد استدلوا بما رواه ابو عبيد قال شهدت العيد مع عثمان بن عفان وكان ذلك يوم الجمعة فصلى قبل الخطبة ثم خطب فقال: " يا أيها الناس إن هذا اليوم قد اجتمع لكم فيه عيدان فمن أحب أن ينتظر الجمعة من أهل العوالي فلينتظر ومن أحب أن يرجع فقد أذنت له " رواه البخاري في كتاب الأضاحي باب ما يؤكل من لحوم الأضاحي وما يتزود منها برقم 5572 . وأهل العوالي : هم الذين تقع منازلهم خارج المدينة .

الثالث: إن من شهد العيد سقطت عنه فرضية الجمعة، ولكن على الإمام أن يقيم الجمعة ليشهدها من شاء شهودها، ومن لم يشهد العيد، وهو قول الإمام أحمد واختيار شيخ الإسلام ابن تيمية وبه قال الشعبي والنخعي والأوزاعي والصنعاني والشوكاني .وقد استدلوا بما يأتي:

- ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " قد اجتمع في يومكم هذا عيدان فمن شاء أجزأه من الجمعة وإنا مجمعون" أخرجه أبو داود في الصلاة باب إذا وافق الجمعة يوم عيد برقم 1075 ، وابن ماجه كتاب إقامة الصلاة باب ما جاء فيما إذا اجتمع العيدان في يوم برقم 1311 وقد صححه البوصيري والألباني وغيرهما .

ومجمِّعون من التجميع أي مصلون الجمعة.

- وعن زيد بن أرقم رضي الله عنه أن معاوية سأله هل شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عيدين اجتمعا؟ قال: نعم صلى العيد أول النهار ثم رخص في الجمعة فقال:" من شاء أن يجّمع فليجّمع " رواه أحمد في المسند ، مسند الكوفيين حديث زيد بن أرقم برقم 19337 وقال الأرنؤوط صحيح لغيره ، وأبو داود في الصلاة باب إذا وافق الجمعة يوم عيد برقم 1072 وصححه الألباني .

قال ابن تيمية: وهذا هو المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه كعمر وعثمان وابن مسعود وابن عباس وابن الزبير وابن عمر وغيرهم.

المنافشة والترجيح :

أما القول الأول فأدلته أدلة عامة، ولا يمكن الاستناد عليها في مسألتنا الخاصة ، ولحصول الأذن لأهل العوالي بترك الجمعة.

وأما القول الثاني فدليله اجتهاد من عثمان بن عفان رضي الله عنه، وفعل النبي صلى الله عليه وسلم وقوله مقدم عليه.

فيكون هذان القولان مرجوحين.

وعليه فالراجح هو القول الثالث وهو الموافق لمقاصد الشريعة الإسلامية من حصول الاجتماع بصلاة العيد ، كما أن في إيجاب الجمعة على الناس تضييقاً عليهم في يوم العيد الذي فيه من الواجبات كصلة الرحم والاشتغال بذلك وحصول الانبساط والسرور بالعيد ، كما أن شأن الشارع إذا اجتمع عبادتان من جنس واحد إدخال إحداهما في الأخرى كما يدخل الوضوء في الغسل وأحد الغسلين في الآخر.

وبهذا أخذت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء وهو اختيار الأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية.

والخلاصة :

1- إن على الإمام أن يقيم صلاة العيد وصلاة الجمعة.

2- أن من صلى العيد سقطت عنه فرضية الجمعة ويسن له شهودها، ومن لم يشهد العيد فلا تسقط عنه الجمعة.

3- أن من لم يشهد الجمعة صلى الظهر جماعة أو منفرداً في وقت الظهر.

والله أعلم

 

لديك سؤال؟

أرسل سؤالك الآن

فتاوى مشابهة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تحية طيبة مباركة لكم من عند الله .. أما بعد نعيش في إحدى مدن المملكة المتحدة حيث يوجد لدينا مسجدان، أحدهما مسجد بنجلاديشي (غير مسموح لأي مسلم غير بنجلاديشي أن يكون عضواً في مجلس الإدارة) والأخر هو المركز الإسلامي لوست بيركشير والذي ليس له جنسية معينة وإنما مفتوح لجميع المسلمين. سؤالنا هنا يتعلق بصلاة العيدين. وكما هو معلوم أن السُنة التي اتفق عليها أهل العلم هي عدم تعدد صلاة العيد إلا عند الحاجة وبحسبها. وعليه فقد حاولنا أن ننظم صلاة العيد مع المسجد البنجلاديشي مراراً وتكراراً على مدار السنين ولكنهم دائماً يرفضون أي نوع من أنواع التعاون. وكنا ومازلنا نرفض أن نقيم صلاة عيد أخرى لكي لا يتفرق المسلمون وذلك بالرغم من عدم إجادتهم للقراءة وعدم القدرة على التنظيم وإعطاء الخطب بلغة مفهومة. عقب صلاة عيد الأضحى هذا العام وبعد العديد من المخالفات المتكررة منهم، قررنا أن نبدأ بتنظيم صلاة العيدين إبتداءا من العام القادم باذن الله تعالى ولكننا نود أن نتأكد من صحة قرارنا من الناحية الشرعية. بعض المعطيات: - يقوم المنظمون من المسجد البنجلاديشي بوضع مكبرات الصوت عند الرجال فقط دون النساء بالرغم من التنبيه عليهم. - كل عيد يقومون بوضع مكبرات صوت رديئة بحيث أن الصوت يتقطع أثناء الصلاة والخطبة مما يسبب الكثير من الهرج. - الخطبة تكون باللغة العربية فقط - الركيكة وغير المفهومة – علماً بأن 3% فقط من سكان المدينة هم من يفهمون العربية. - صلاة العيد تكون على المذهب الحنفي دون التنبيه على كيفيتها قبل الصلاة، مما يسبب الكثير من الهرج والمرج أثناء الصلاة وبالأخص في الركعة الثانية. - عدم توفر العلم الشرعي عند المنظمين. السؤال باختصار: هل يُعتبر ما ذكر أعلاه من الحاجة التي تجيز تعدد صلاة العيد؟ مع العلم أننا في المركز الإسلامي لوست بيركشير أفضل من الناحية التنظيميه و الناحية الشرعية. ولكننا نستشعر الحرج في تفرقه المسلمين، ولذلك نحضر صلاة العيدين مع المسجد البنجلاديشى على مضض ولذا كان السوال لفضيلتكم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته أحمد عبد الواحد المركز الإسلامي لوست بيركشير، المملكة المتحدة.