سؤال
رقم مرجعي: 971468 | الصيام | 8 أغسطس، 2023
شبهة وجوب الصوم على المرأة حال حيضها
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته في وقت مضى قراءت مقال وقد اثار الشك في قلبي الطمث الذي يصاحب البنت عند البلوغ قد اسقط الدين الاسلامي عنها الصلاه والصيام لحد انتهائهم هذا هو المتعارف عليه ولكن ما ورد ذكره في ذلك المقال انه غير صحي انما وجب علينا الصيام ف في قوله تعال (فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ) اي انه يسمح للمسافر والمريض بالافطار على اني يقضي الايام التي افطر بها وهنا نرا انه ورد عن الحيض (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى) اي انه اذى وليس مرض واذا اراد الله ان يبيحه لقال في كتابه الكريم قل هو مرض … اي ان حيض ليس من مبطلات الصيام والله اعلم وايضا ورد في الايه (رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ ۖ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِّنَ اللَّهِ … )٩٢ النساء. هنا قال صيام شهرين متتابعين واننا كما نعلم فان المراءه تحيض كل شهر فكيف لها ان تصوم شهرين متتالين دون ان تفطر بسبب حيضها !؟. ف انا الان لا اعلم ماذا افعل بعد ان قرائته ف ارجو منكم الرد
إجابة
إن حرمة الصوم للحائض عليه إجماع العلماء في كل العصور، ولم يقل أحد من أهل العلم بخلافه، وهو أمر متفق عليه، وفي خلافه إنكار للسنة الصحيحة وطعن بها، والله تعالى يقول: "وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا" فلا يجوز العمل بخلاف ذلك؛ فإنه ضلال وفسق. وقد وردت الأدلة الصحيحة والصريحة في عدم جواز صيام الحائض، ومن ذلك:
ما ورد في الصحيحين عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، تَقُولُ: (كَانَ يَكُونُ عَلَيَّ الصَّوْمُ مِنْ رَمَضَانَ، فَمَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَقْضِيَ إِلَّا فِي شَعْبَانَ، الشُّغْلُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَوْ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ).
وفي البخاري: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (أَلَيْسَ إِذَا حَاضَتْ لَمْ تُصَلِّ وَلَمْ تَصُمْ، فَذَلِكَ نُقْصَانُ دِينِهَا).
وفي الصحيحين عَنْ مُعَاذَةَ، قَالَتْ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ فَقُلْتُ: مَا بَالُ الْحَائِضِ تَقْضِي الصَّوْمَ، وَلَا تَقْضِي الصَّلَاةَ. فَقَالَتْ: أَحَرُورِيَّةٌ أَنْتِ؟ قُلْتُ: لَسْتُ بِحَرُورِيَّةٍ، وَلَكِنِّي أَسْأَلُ. قَالَتْ: كَانَ يُصِيبُنَا ذَلِكَ، فَنُؤْمَرُ بِقَضَاءِ الصَّوْمِ، وَلَا نُؤْمَرُ بِقَضَاءِ الصَّلَاةِ.
والمعنى: " أي أخارجية أنت، وإنما قالت لها ذلك لأن بعض الخوارج يقول: إن الحائض تقضي الصلاة كما تقضي الصوم لأن الله تعالى لم يسقطها عنها في القرآن على أصلهم في رد السنن". الكوكب الوهاج شرح صحيح مسلم (6/ 245)
وفي هذه الرواية دليل على أن الحائض يجب عليها قضاء ما فاتها من الصوم زمن الحيض، ولا يجب عليها قضاء ما فاتها من الصلوات (ونقل) ابن المنذر وغيره إجماع المسلمين على ذلك"
المنهل العذب المورود شرح سنن أبي داود (3/ 44)
ومعلوم أن السنة شارحة وموضحة لما أجمل القرآن الكريم لقوله تعالى: {وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم} [النحل: 44] فمن قال بخلاف ذلك فكأنما ينقض السنة.
فأما مسألة التتابع َالوارد في قوله تعالى: "مَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ شَهْرَيْنِ مُتَتابِعَيْنِ تَوْبَةً مِنَ اللَّهِ وَكانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً"
فالشرع الحنيف يرى أن كفارة القتل خطأ يجب أن يكون الصيام فيها متتابعا، غير أن المرض العارض الذي لا يستطيع المرء معه الصيام ، فإنه لا يبطل التتابع، سواء للرجل أو المرأة، وكذا الحيض عند المرأة ، فإنه لا يقطع التتابع، بل يبني المريض وتبني الحائض على ما سبق، كما في انتقاض الوضوء عند الطواف فإنه يبنى على ما سبق، ولا تنتقض الأشواط السابقة.