سؤال
رقم مرجعي: 995362 | مسائل متفرقة | 24 مارس، 2020
هل يعذّب الإنسان في النار بقدر سيئاته أم أن الحسنات إذا كانت الغالبة في كتابه يدخل الجنة ولا يعذب في النار ؟
هل يعذّب الإنسان في النار بقدر سيئاته أم أن الحسنات إذا كانت الغالبة في كتابه يدخل الجنة ولا يعذب في النار ؟
إجابة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:
الأصل في العلاقة بين العبد وربه أن تقوم على أساس الطاعة من العبد لله والرحمة من الله للعبد، ولكن يحصل ان يخطئ الانسان (كلّ ابن آدم خطاء) ويتجاوز تعاليم الدين أحياناً وهذا واقع في حياتنا ومشاهد ولكن بنسبٍ متفاوتة بين الناس، فهناك أصحاب الصغائر وهناك أصحاب الكبائر وهناك من يجمع بينهما، فإن تاب العبد واستغفر واسترجع وردّ الحقوق إلى أصحابها عافاه الله سبحانه وغفر له خاصة في حالة الصغائر، أما الكبائر وخاصة ما فيه قتل وإزهاق للأرواح فلها شأن خاص وشروط مختلفة وأمرها إلى الله إن شاء عذب وإن شاء غفر، والله سبحانه ولرحمته بخلقه فقد جعل للذنوب مكفرات كثيرة منها الألم والمرض والشدائد والهمّ والغمّ حتى الشوكة يشاكها المسلم يضع الله بها عنه خطيئة ويرفعه درجة كما في الحديث الشريف، شريطة أن يحتسب ذلك لله سبحانه، فإذا قارب على الموت وعليه شيء من السيئات شدد الله عليه في النزع ليكفرها عنه، فإذا بقي عليه شيء حاسبه عليه في القبر فإذا بقي عليه شيء لقي صعوبة على الصراط يوم القيامة فإذا بقي عليه شيء عُذب به في النار ثم أخرج إلى الجنة إلا أن يتولاه الله تعالى برحمته فيغفر له ويُعفيه من العذاب أو ينال شفاعة الحبيب عليه الصلاة والسلام.
وهكذا نرى أنّ الأمر متدرج وأنّ بإمكان الانسان ان يجتنب هذا العذاب باتباع أوامر الله تعالى واجتناب نواهيه وأن يجتهد لتجنب السيئات فإذا ما وقع فيها سارع للتوبة والاستغفار، عندها لن يكون بحاجة للانتظار هل يعذبه الله في القبر أم في النار فالله غفور ودود رحيم بعباده ولا يريد لهم سوى الخير.
فالله تعالى ينادي العصاة من عباده ويفتح لهم باب التوبة بقوله ( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر النوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم) فما بالك بعباده الطائعين او أصحاب الذنوب اليسيرة.
والله أعلم