سؤال
رقم مرجعي: 172385 | مسائل متفرقة | 13 ديسمبر، 2023
الشعور بمآسي المسلمين
السلام عليكم، في ظل الأحداث التي تحصل حولنا، أرى أن جميع الناس تتاثر وتبكي وتشعر بالألم في قلبها، ولكنني لا استطيع أن أشعر بهذا الأمر، وذلك على الرغم من أنني ولله الحمد ملتزمة في الصلوات في أوقاتها، وتلاوة القران ومحاولة التفسير والاستنارة به، وسماع الدروس الدينية، والأذكار، وغيره من الأمور التي يجب أن تحيي القلب، كما أنني أقوم بقيام الليل والدعاء لأهلنا في قطاع غزة بالأمن والأمان، هل هذا يعتبر موت للقلب وهل أجازى وأحاسب من الله لأنني لا أشعر بأخواننا من المؤمنين ؟
إجابة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:
لا شكّ بأن الاحداث الجسيمة التي مرت وتمر بها البشرية عامة والأمة الاسلامية خاصة، تثير الألم وتملأ القلب حزناً وغماً وتثير في النفوس مرارة كبيرة، وإن شعور المرء بما يعانيه الآخرون من الابرياء وحزنه لما يصيبهم من مصائب يدل على حياة القلب وصحوة الضمير ويقظة الشعور، وهذا أمر فطري لمن آتاه الله شيئا من حياة القلب، حتى لو كان المبتلى بزلزال أو كارثة أو ما شابه غير مسلم فهذه مشاعر إنسانية صرفة، فكيف إذا كان المبتلى مؤمنا موحدا بالله؟ وكيف إذا كان ما يتعرض له ظلما عظيما يقع عليه من أعداء الله؟ هنا يصبح الموقف واجبا والمساندة حقا والشعور معه والتألم لحاله هو أضعف الايمان! وما فقدان الشعور وعدم الألم إلّاعلامة على قسوة القلب وجفاف النفس وتحجر في المشاعر والاحاسيس...
ولا أدري ما الفائدة التي يجنيها المسلم من قراءة القرآن والذكر وهي منبع الرقة والمشاعر إن لم تترجم واقعاً على الأرض؟! بل كيف يمكن لمسلم أن يرى أخاه وأطفاله تحت الردم والانقاض كما يجري لأهلنا في غزة ولا تتحرك مشاعره لهذه المشاهد التي انخلعت لها قلوب غير المسلمين وأخرجتهم بالملايين إلى الشوارع ؤفضا واستنكارا لها؟!