سؤال
رقم مرجعي: 178193 | الأيمان والنذور | 3 يونيو، 2023
حكم من حلف كاذبا وحصل على تعويض.
السلام عليكم حصل حادث سير والسائق المتسبب بالحادث لا يحمل رخصة قيادة فقام مرافق السائق (شاهد على الحادث ) بالحلف على المصحف كاذبا ان السائق شخص اخر يحمل رخصة قيادة لأخذ مال من شركة التأمين الان هو غير قادر على ارجاع المال لشركة التأمين وقام ب اصلاح السيارة بهذا المال اي تصرف به كاملا ماذا يفعل هذا الشخص ليكفر عن ذنبه عسى الله ان يتوب عليه ويبرأ ذمته من هذا المال الحرام وهل صحيح انه يستطيع التصدق بنفس مقدار هذا المبلغ على فترات لانه لا يملك كل هذا المبلغ علما انه عندما ذهب الى قسم حوادث السير لتقديم افادته لم يكن يعلم انه سوف يطلب منه الحلف على المصحف وقام بالحلف ولم يكن يعلم انه يمين غموس
إجابة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق سيدنا محمد الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد؛
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بالإشارة إلى سؤالك المثبت نصه أعلاه، فإن اليمين الغموس من أكبر الكبائر، لما ورد عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الكبائر: الإشراك بالله، وعُقُوق الوالدين، وقتل النفس، واليمين الغَمُوس». [صحيح] - [رواه البخاري]، ومن شهد كذبا من غير حلف فقد ارتكب كبيرة من الكبائر، فشهادة الزور من أعظم الكبائر، ومن أعظم المنكرات، وفيها ظلم للمشهود عليه بالزور، فالواجب على كل مسلم أن يحذرها، وأن يبتعد عنها لقول الله سبحانه: (( فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ)) [الحج:30] ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( أَلا أُنَبِّئُكُمْ بأَكْبَرِ الكَبائِرِ قُلْنا: بَلَى يا رَسولَ اللَّهِ، قالَ: الإشْراكُ باللَّهِ، وعُقُوقُ الوالِدَيْنِ، وكانَ مُتَّكِئًا فَجَلَسَ فقالَ: ألا وقَوْلُ الزُّورِ، وشَهادَةُ الزُّورِ، ألا وقَوْلُ الزُّورِ، وشَهادَةُ الزُّورِ فَما زالَ يقولُها، حتَّى قُلتُ: لا يَسْكُتُ).[صحيح] - [رواه البخاري]. فإذا اجتمع الحلف الكاذب وقول الزور صارا ذنبين.
والواجب على من فعل ذلك التوبة والندم والاستغفار باللسان والقلب، والتعجيل بذلك قبل فوات الأوان، وأن يعزم على ألا يعود لذلك الفعل الشنيع، مع إعادة الحق لأصحابه، وذلك لإبراء ذمته من حقوق العباد إذا اقتطع منها شيئًا بيمينه أو تسبب بظلمٍ لغيره من الناس، وإذا تعذر إعادة المال للشركة فعليه أن يتخلص منه جميعه بإخراجه في مخارج المال المكتسب من حرام، للفقراء والمساكين أو للمصالح العامة للمسلمين.
والله يقول الحق وهو يهدي السبيل