سؤال
رقم مرجعي: 197208 | قضايا الأسرة و الزواج | 19 سبتمبر، 2020
أعلم أن طاعة الوالدين ليست واجبة إن كانت تضر الابن، ولا أدري إن كان الأمر كذلك بالنسبة لي، فأنا فتاة في العشرين من عمري ولا زلت أدرس، أريد الخروج من البيت في صحبة اصدقائي ، ووالداي يمنعاني، ويقولان ليس لك...
أعلم أن طاعة الوالدين ليست واجبة إن كانت تضر الابن، ولا أدري إن كان الأمر كذلك بالنسبة لي، فأنا فتاة في العشرين من عمري ولا زلت أدرس، أريد الخروج من البيت في صحبة اصدقائي ، ووالداي يمنعاني، ويقولان ليس لك ان تخرجي الا في محيط ما تحت البيت غير ذلك فلن تخرجي من البيت إلى أن تتزوجي، وواجب عليك طاعتنا في ذلك، أريد أن أخبر فضيلتكم أنهما ليسا في حاجة إلي، فهما ـ والحمد لله ـ قادران على تلبية حاجاتهما ولا زال لديهم أبناء غيري في حالة الحاجة، فالمسألة ليست احتياجا، بل فرض سلطة، وأصبح الأمر يضايقني حيث أريد أن أستقل بنفسي ورأيي، وهما لا يسمحان بذلك، حيث يريدان التدخل في كثير من الأمور التي أنا أعلم بها منهم, انا في حاجة للخروج و التعرف علي الدنيا , يقارنوني بالأطفال في محيطي انهم اكثر خبرة مني و لا يرون أنهم يقومون بحبسي بينما يخرج من هم في نصف سني ,اريد ان اعيش , هل هذا حقا ما فرضه الله علينا كبنات ؟ هل علي الانتظار الي حين اتجوز حتى آخذ حريتي ؟ أشعر و كأنه غير مسموح لي بالعيش ,افتوني في امري , لا اعلم ماذا عساني افعل و هل ما يفعلونه بي حلال شرعا أم حرام ؟ اليس " لا ضرر ولا ضرار في الدين " هذا نوع من الأذى النفسي الذي أتعرض له ؟ فقد خلقنا الله احرارا
إجابة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:
بداية طاعة الوالدين ليست واجبة إن كانت في معصية الله، ولا يوجد والد أو والدة يقصد أحدهما أو كلاهما الضرر لأيٍّ من أبنائه أو بناته بل العكس هو الصحيح، فهما يتحملان الضرر كي يسلم الابناء.
ثانيا: كلمة (أصدقائي) الواردة في سؤالك مبهمة، فهل تعنين بها صديقاتك أم أصدقاء مشتركين ذكورا وإناثا؟!
لأنه لا يوجد شيء في الشرع اسمه صداقة بين الجنسين!! أمّا إن كنت تعنين بها صديقاتك، فيجب الفهم أولاً لماذا يمنعك والداك من صديقاتك؟ هل لعلّةٍ بهؤلاء الصديقات أو بعائلاتهن؟ أم خوفاً عليك من شيء ما، أم لمجرد السيطرة كما تقولين، وهل يفعل والداك الأمر ذاته مع إخوانك وأخواتك؟
عليك التقرب لوالديك والاحسان إليهما وعدم مجافاتهما، ثم مناقشة الأمر معهما بهدوء وفهم الأسباب منهما، فإن لم يكن لديهما ثمة أسباب وجيهة ومقنعة، فعليك طمأنتهما على سلوكك ونضجك ووعيك، وأنك لن تذهبي مع أي صديقة مريبة أو يوجد على سلوكها علامات استفهام، أو أي مكان كذلك، ودائماً ستخرجين بعلمهما وموافقتهما.
ولعل أحداً من المقربين لوالديك إخوة أو أقارب يعينك على ذاك.
ينبغي العلم أن كثيراً من تشديد الوالدين على الابناء أحياناً يكون مبعثه الحب والحرص لا التسلط أو الرغبة في المنع، فخبرتهما في الحياة وما سمعاه وشاهداه يدفعهما لفعل ذلك، وقد لا يكون بوسعهما البوح بكل شيء للأبناء!