سؤال
رقم مرجعي: 221715 | مسائل متفرقة | 17 أكتوبر، 2024
حكم فتح فتاة قناة على اليوتيوب لعرض قصص
أنا فتاة أريد ان افتح قناة على اليوتيوب محتواي قصص متابعين ونا محتشمه بكامل حشمتي بالنقاب والقفاز ولا يضهر شي مني الا عيوني قليل ولا يوجد تبرج او ماشابه ذلك فهل يجوز لي ذلك
إجابة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق سيدنا محمد الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد؛
بالإشارة إلى السؤال المثبت نصه أعلاه، فإن الشريعة الإسلام تتعامل مع التطورات في الميادين والنواحي المختلفة، وتقدم إجابات شافية لتساؤلات المسلمين، وقد درس مجلس الإفتاء الأعلى في فلسطين حكم إنشاء مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي والسوشال ميديا، وبين في قراره الرقم 16/2022/393 قرار 1/212 بتاريخ 23 ربيع الآخر 1444هـ الموافق 17 تشرين الثاني 2022 م ما يأتي:
إن إنشاء مقاطع مصورة على تطبيق ( التيك توك ) وغيره من التطبيقات محكوم بطبيعة تلك المقاطع والمادة المعروضة فيها، فإن كانت من قبيل المباح الحلال الذي يحث على الأخلاق ويقدم معلومات مفيدة ديناً ودنيا، فيكون حلالاً، وإن اشتمل على محرمات شرعية أو منهيات فيكون عندئذٍ محرماً، لقوله تعالى: } مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ { ] سورة ق: 18 [، وهذه الأعمال من الآثار التي يجازى عليها الإنسان كلما عرضت حتى لو بعد موته، لقوله تعالى: } إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ { ] يس: 12 [، وعن جرير بن عبد الله قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً، فَعُمِلَ بِهَا بَعْدَهُ، كُتِبَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا، وَلَا يَنْقُصُ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ، وَمَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً سَيِّئَةً، فَعُمِلَ بِهَا بَعْدَهُ، كُتِبَ عَلَيْهِ مِثْلُ وِزْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا، وَلَا يَنْقُصُ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْءٌ» ] صحيح مسلم، كتاب العلم، باب من سن في الإسلام سنة حسنة أو سيئة ومن دعا إلى هدى أو ضلالة، حديث: 7/10 [.
وحتى تكون هذه المقاطع مباحة، فلا بد أن تنضبط بالضوابط الآتية:
1. أن يكون المحتوى مباحاً لا يشتمل على مخالفات شرعية، نحو الصور المحرمة والرقص والتعري، أو الكذب أو السخرية من الناس والقدح والذم، أو نحو ذلك.
2. أن لا يكون المحتوى مملوكاً للآخرين محميّاً، فيصير نشره اعتداء على حقوقهم وإضراراً بهم.
3. أن يكون الباعث والنية على النشر إيصال الفائدة أو المعلومة، وذلك تجنباً للوقوع في إعجاب المرء بنفسه أو الرياء المحبط للعمل خاصة إذا كان المقطع نصاً شرعياً أو موعظة دينية.
4. أن لا يكون وسيلة للاستهزاء بالدين أو السخرية منه.
5. أن لا يشغل الشخص عن واجباته الدينية بل يكون في حدود القدر المعقول دون مبالغة أو تهويل.
ويرى مجلس الإفتاء الأعلى إباحة إنشاء مقاطع فيديو على تطبيق ( التيك توك ) وغيره من التطبيقات، إذا انضبط مُنشؤها بالضوابط المذكورة، ويقع الحكم ذاته على مشاهدة تلك المقاطع بالضوابط ذاتها.
والله يقول الحق وهو يهدي السبيل