سؤال
رقم مرجعي: 222736 | مسائل متفرقة | 1 أكتوبر، 2025
حكم ترك الحجاب بسبب عقدة نفسية منه في الصغر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أنا فتاة مسلمة أعيش في فلسطين. مشكلتي أنني غير محجبة، وأهلي يجبرونني على ارتداء الحجاب، لكن عندي عقدة نفسية قوية تجاهه منذ الصغر تمنعني من تقبله أو التعود عليه. صرت أشعر أن مجرد التفكير فيه يضغطني نفسيًا لدرجة أنني صرت عاجزة حتى عن الالتزام بالصلاة، وأحس بانفصال عن واقعي. أنا مؤمنة بالله وأحب ديني، لكنني أعيش صراعًا داخليًا صعبًا جدًا. سؤالي: هل يُعتبر هذا ذنبًا عظيمًا عليّ رغم أنني أشعر أن الأمر خارج عن قدرتي؟ وهل هناك سعة ورحمة من الله لحالتي إلى أن أشفى وأقدر أتجاوز هذه العقدة؟ جزاكم الله خيرًا.
إجابة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:
من صيغة سؤالك تبدين فتاة طيبة لكن ينقصها فهم دينها، وذلك كونك تطرحين أمورا متناقضة؛ فكيف تحبين الله وتحبين دينك وتكرهين الحجاب ولا تصلين؟! لندع أهلك جانبا ونتحدث عن الله سبحانه! أنت تقولين أنك تحبينه وهذا أمر جيد، لكن لو سألتك ما مفهوم الحب عندك؟ هل هو مجرد عاطفة تجاه المحبوب دون أي تنفيذ أو التزام؟ ولنأخذ مثالاً تكونين أنت سيدة الأمر فيه؛ لو إن قريبتك أو زميلتك في الجامعة قالت لك بأنها تحبك جدا وتحرص على رضاك فأنت من الناحية المبدئية تصدقينها، لكن ما رأيك لو أنك طلبت منها طلبا هي قادرة على تنفيذه وامتنعت دون مبرر ما موقفك منها؟! ثم لاحقا طلبت منها طلبا آخر هو بمقدورها تماما لكنها امتنعت أيضا، وتكرر الأمر ثالثة ورابعة سواء لحاجة منك أو اختبارا لها لكنها في كل مرة ترفض دون أدنى عذر مع القدرة التامة على تلبية طلبك...ومع ذلك تستمر بالقول إنها تحبك جدا، فما قولك؟ هل تصدقينها وهل تصدقين أنها تحبك فعلا بينما أفعالها عكس ذلك!
ولله المثل الأعلى هذا حالك مع الله، تقولين أنك تحبين الله وتحبين دينه، ثم يأمرك بالحجاب فتمتنعين وتظنين أنه رغبة من الاهل وهو في حقيقته أمر إلهي، ومعروف أن الامر الالهي يثاب فاعله ويعاقب تاركه، شأنه شأن الصلاة والصيام وغيرها من الفرائض، فارتداؤك الحجاب أمر يحبه الله ويريده وهو يفاخر بك ملائكته بأنك تسترين بدنك استجابة لأمره وحباً فيه ورجاء مرضاته، فما رأيك أن تكوني ممن يحبهم الله ويرضى عنهم ويفاخر ملائكته بهم لأنه أطاعوا أمره، أو ممن يعضب عليهم لانهم عصوه وتركوا أمره. الأمر لكِ!