سؤال
رقم مرجعي: 262166 | المعاملات المالية المعاصرة | 7 مارس، 2022
أكل مال التبرعات الخيرية من جامعها
لدى أخي مقهى و قد قام مرة بحملة جمع تبرعات في رمضان لعمل أكل لتوزيعه على المحتاجين، جمع مبلغاً ثم ظل يؤجل الموضوع و لم يفعله، و لم يكن منظماً فوضع المال مع ماله ولم يفصله، مع الوقت اشترى بالمال أدوات و حاجيات المطعم المعتادة من خضار و لحوم و غيرها، ثم لم يتوفق في المقهى و لم يعد لديه الكثير من المال الآن، أي ليس بإمكانه تعويض ما أنفقه من مال الناس، و خلال هذه الفترة كان هو المعيل الرئيسي للعائلة و كنا نشتري الطعام و حاجيات المنزل من ماله. ما حكم ذلك؟ هل مالنا الآن حرام؟ وهل أكلنا حراماً؟ وكيف يكفّر عن هذا الذنب؟ و أنا كأخيه كنت آكل من الطعام الذي يشتريه بل كنت أذهب للمقهى و أفطر هناك و أساعده بالعمل رغم علمي بهذه القصة و كان أحياناً يدفع لي مقابل مساعدتي: هل ما فعلته أنا حرام؟ وكيف أكفّر عن ذنبي إن كان فعلي حراماً؟ و آسف على الإطالة.
إجابة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد
فهذا الذي فعله أخوك من أكبر الكبائر، لما اجتمع فيه من الموبقات، وهو الغلول الذي يجتمع فيه أكل المال الحرام، مع الخيانة للمتبرعين ولله ورسوله، مع الاعتداء على حق الفقراء، مع استغلال الدين وعاطفة الناس في التبرع، مع ما في حدوث مثل هذا وسماع الناس به من صد عن سبيل الله والتبرع في وجوه الخير، وحدث ذلك كله في شهر له حرمته، ويتضاعف الإثم على مرتكب المعصية فيه، وهو شهر رمضان، وقد قال الله تعالى: "ومن يغلُل يأتِ بما غلَّ يوم القيامة"، وقال تعالى: "يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون"، وقال تعالى: "اشتروا بآيات الله ثمنًا قليلا فصدوا عن سبيله إنهم ساء ما كانوا يعملون".
وبالنسبة لك وللعائلة: فليس مالكم حرامًا، ولا أكلتم حرامًا، لأن الكبيرة الشنيعة لم تصدر منكم، ولا أكلتم مالًا حرامًا بعينه، وإنما أكلتم من مال أخيكم، الذي ثبت الحرام في ذمته، وصدرت الكبيرة منه.
وسبيل التوبة: الندم الشديد واستشعار عظم الكبيرة المرتكبة والإنابة لله تعالى، وإخراج المال الذي تم جمعه بإطعام الفقراء، ولو على دفعات عبر الزمن، إن تعذر فعل ذلك مرة واحدة، وبخاصة في رمضان، وأن يُكثر بعد ذلك من الصدقة لآخر عمره. والله المستعان.