سؤال
رقم مرجعي: 270836 | الصلاة | 21 إبريل، 2019
فضل ليلة النصف من شعبان وحكم إحيائها
ما هو فضل ليلة النصف من شعبان؟ وهل يجوز احياؤها بالذكر والنشيد؟ وهل يجوز الاخذ بالاحاديث الضعيفة في فضائل الاعمال ؟
إجابة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق سيدنا محمد الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد؛
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بالإشارة إلى سؤالك المثبت نصه أعلاه، فإن ليلة النصف من شعبان ليلة فاضلة ورد فيها العديد من الأحاديث، والأحاديث في فضلها متعددة، وللعلماء فيها أقوال؛ فمنهم من ضعفها ومن من حسنها، ومن أجود تلك الأحاديث: ما ورد عن أبي بكر يعني الصديق قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إذا كانت ليلة النصف من شعبان ينزل الله تبارك وتعالى إلى سماء الدنيا فيغفر لعباده إلا ما كان من مشرك أو مشاحن لأخيه» [مسند البزار: ج1/ص157، قال الهيثمي: رواه البزار وفيه عبد الملك بن عبد الملك ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ولم يضعفه وبقية رجاله ثقات. ينظر مجمع الزوائد ج8/ص65.[
و عن أبي ثعلبة أن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «يطلع الله إلى عباده ليلة النصف من شعبان فيغفر للمؤمنين ويمهل الكافرين ويدع أهل الحقد لحقدهم حتى يدعوه» [مسند البزار: ج1/ص157، المعجم الكبير ج22/ص223-224، رقم: 590-591،والسنن الصغرى للبيهقي ج3/ص431، قال الهيثمي: رواه الطبراني وفيه الأحوص بن حيكم وهو ضعيف. ينظر مجمع الزوائد: (8/ 127 [(.وعن أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إِنَّ اللَّهَ لَيَطَّلِعُ في لَيْلَةِ النِّصْفِ من شَعْبَانَ فَيَغْفِرُ لِجَمِيعِ خلقة إلا لِمُشْرِكٍ أو مُشَاحِنٍ» [سنن ابن ماجه ج1/ص445، رقم: 1390،قال السندي: وفي الزوائد: إسناده ضعيف لضعف عبد الله بن لهيعة، وتدليس الوليد بن مسلم، وقال الالباني: حديث حسن].
فهذه الأحاديث وغيرها منها ما هو ضعيف ومنها ما هو حسن، ويمكن الأخذ بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال إذا كان ضعفه ليس شديدا بل يمكن جبره ولا يتعارض مع أصل من أصول الدين، فكيف إذا حسن العلماء بعضا من هذه الأحاديث.
وقد تبين مما سبق أنَّ الأحاديثَ في فضل ليلة النصف من شعبان ثابتة وفي أقلِّ أحوالها أنها أحاديث حسنة لغيرها بمجوع طرقها، ومن العلماء من صرح أنها صحيحة لغيرها بمجموع طرقها لأنّ من طرقها حسنة بذاتها، والله أعلم بالصواب.
ويتبيَّنُ مما تقدَّم من الأحاديث أن الله لا يغفر في هذه الليلة: لمشرك أو مشاحن لأخيه أو َقَاتِلِ نَفْسٍ أو قاطع رحم أو مسبلٍ أو عاقٍّ لوالديه أو مدمنِ خمر ويغفر للمؤمنين ويمهل الكافرين ويدع أهل الحقد لحقدهم حتى يدعوه.
والله يقول الحق وهو يهدي السبيل