سؤال
رقم مرجعي: 271988 | قضايا الأسرة و الزواج | 31 مارس، 2025
أسس التعامل مع المراهقين
السلام عليكم. انا فتاة بعمر الواحد والعشرين، اتوجه لكم بالسؤال بعد حيرة و تساؤل شديدين، على امل ان القى لديكم ولو ذرة تطمئنني و تخفف عني. اعاني من مشكلة فيما يتعلق باخي و اختي. كلاهما في عمر المراهقة بفارق سنتين. اخي من النوع شديد و سريع الغضب، لا "نمون" عليه بطلب. عالي الصوت وليس له احترام للاداب والاخلاق العامة. يمكنني ان اذكر العديد والعديد من المواقف ولكن لا اريد ان ادخل بالتفاصيل. لا يحب ان يتدخل فيه احد ، الفاظه بذيئة و ليس له هدف محدد في الحياة سواء النوم و الاكل و اللعب. ما يزعجني اكثراً فيه هو طريقة كلامه عندما يغضب ، لطالما تلفظ بكلمات و جمل لا تليق بربنا و بديننا. لا اريد ان افتي، لكنني متاكدة بان ما يتلفظ به يقع تحت الكفر و الشرك بالله. لطالما نصحته لكن للاسف لا يوجد شيء استطيع فعله. والدتي تحاول دائما اصلاح فعله ، تصرفاته تسبب لها الما و حزنا شديدين. اختي ايضا لديها مشاكل بالتصرف معنا. اسلوبها وقح و سيء مع والدتي بالذات ، لا تتكلم معنا ولا تتحدث عن احوالنا وتقضي معظم الوقت في غرفتها لدرجة اني لا اراها مع اننا في نفس المنزل، متطلبة بشكل كبير وبنفس الوقت لا تعطي اي مقابل ولو عاطفي لنا. نادراً ما اراها تحاول لكنني اعرف انها لا تقصد ما تقول وانها تندم شديدا على فعلها. تعليقاتها السلبية كثيرة. بسبب المشاكل العديدة بينها وبين والدتي ، علاقتهما نوعا ما سيئة. لا اعتقد انها تعطيها اهتماما مثلما تعطيني وتعطي اخواتي الاخريات. اليوم امي تلفظت بلفظ سيء عن اختي كنوع من انواع المزح، غضبت كثيرا وقلت لها ان لا تفعل هذا مرة اخرى. اعتذرت مني و وعدتني انها لن تفعلها مجددا. مايزعجني انها لا تضع قدر الاهتمام الدي تعطيه لاخي على اختي. هي دائما تركز عليه كونه "فاشل" في مدرسته و علاقاته و ادبه. بحكم طبيعة عمل والدي ، هو لا يتواجد فالبيت كثيرا، وانا اغلب وقتي في الجامعة . لكن والدي ايضا عصبي قليلاً لكن ليس بدرجة اخي. لا يتفاهمان الا بالصراخ. لا اعرف ماذا افعل، انا ضائعة وخائفة من المستقبل. اخاف ان يكبر اخي و يكون عالة على والديّ. اخاف ان تصبح علاقة امي واختي سيئة جدا. كيف يمكنني ان اخفف الوضع؟ اريد ايضا ان اعود اختي على الصلاة، هذا موضوع نعاني منه لانه لم نكن متربيين على الصلاة منذ الصغر مع ان اهلي لا يقطعون فرضا. اللهم اغفر لنا تقصيرنا و ثبتنا على دينك
إجابة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:
من خلال ما تفضلت بسرده في سؤالك، من الواضح أن أسرتكم تعاني من ضعف التواصل إلى درجة فقدان الاتصال الودي والاكتفاء بالصراخ، كما هو الحال عند أخيك ووالدك، أو الانعزال والانطواء كما هو الحال مع والدتك، ومن المعلوم أن هذا لا يحل المشكلة بل يزيدها ويفاقمها، والحل هو في زبادة التواصل خاصة مع الوالدين، والجلوس معهما وإشعارهما بمدى حاجتك وحاجة أختك إليهما، والإكثار من الحديث الودي مع الوالدة، وأهمية وجودها ودورها في حياتكم، ليس من باب تنفيذ الطلبات وتلبية الرغبات بل هي بشخصها وكينونتها ودعوتها بصورة غير مباشرة، للاضطلاع بدورها المنشود والمرجو منها، ولا بأس بالاقتراب شيئا فشيئا من أخيك وإفهامه أنكم بحاجة إليه، فهو السند والعضد لكم، ولا غنى لكم عنه، ثم احتضني اختك وكوني لها صديقة صدوقة وافتحي كل قنوات التواصل وجسور المحبة معها، بحيث تصبحين ملاذها ومكمن سرها، عندها يسهل عليك إقناعها بكل شيء، وفي مقدمته الالتزام والصلاة. الأمر يتطلب بعض العناء والمعاناة، ولكنه يستحق.