سؤال
رقم مرجعي: 319031 | أحكام اللباس والزينة | 20 أكتوبر، 2022
حكم ارتداء نصف كم في عمل التمريض في البلاد الأجنبية.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نحن نعيش في دولة السويد وزوجتي تدرس في التمريض وتعمل احيانا بنظام الساعات ومن ضمن المخطط البعيد تكملة الدراسة للدكتوراه ان شاء الله ولكن وردنا اتصال من موقع العمل والدراسة بان القانون يلزم كل من يعمل في هذا المجال ب ارتداء نصف كم وعدم ارتداء كنرة بكم طويل معللين السبب بعدم نكل جراثيم وبكتيريا للمرضى عن طريق الاكمام علما ان اللباس فضفاض والكنزة طويلة وفضفاضة تصل الى تحت الركبة ولكن المشكلة هو الكم القصير ف زوجتي وانا رفضنا هذا الشيئ وهي الان لا يحق لها ان تعمل بالنظام الصحي ما لم ترتدي نصف كم وممكن هذا ان يؤثر سلبا على دراستها وتخسر ما يقارب تعب 3 سنوات من الدراسة فما رأي الدين بهذا الأمر ؟ علما انهم ذكروا ان وافقت زوجتي على ارتداء كم قصير يحق لها العمل ملاحظة العمل مع اشخاص اعمارعم كبيرة ولكن الموظفين اعمارعم تتفاوت بين شباب وكبار ولكن القانون لا يسمح ب ارتداء الكم في كامل مبنى العمل ولكم جزيل الشكر
إجابة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق سيدنا محمد الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد؛
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بالإشارة إلى سؤالك المثبت نصه أعلاه، فإن حكم خروج المرة للعمل الجواز في الصحيح من أقوال العلماء، بشروط وضوابط وهي؛ أن لا يؤثر على واجباتها الدينية وعملها في البيت باعتبارها أما أو بنتا صالحة، وأن لا تقع في محظور، وأن يتناسب مع طبيعتها، وأن يكون عملا مباحا تلتزم فيه بالآداب الشرعية في كلامها وزيها فتلتزم باللباس الشرعي.
واللباس الشرعي هو ما كان ساترا، واجتمعت فيه شروط بينها سماحة المفتي العام للقدس والديار الفلسطينة الشيخ محمد أحمد حسين حفظه الله عندما سئل: ما للباس الشرعي للفتاة المسلمة، وهل هو فرض ؟
فأجاب: (( فقد فرض الله تبارك وتعالى الحجاب على الفتاة المسلمة، لغايات سامية، وحكم عظيمة، منها الحفاظ على عفاف المرأة المسلمة، وصون كرامتها، وإظهارها في الصورة التي تليق بها، فقد قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا﴾ [الأحزاب: 59].
وقد وضع الشرع صفات معينة، وشروط وضوابط ثابتة في القرآن والسنة يجب على المرأة المسلمة الالتزام بها في اللباس، وعدم مخالفتها، تتمثل بما يأتي:
1- أن يكون ساتراً جميع بدنها ما عدا الوجه والكفين، لقوله تعالى: ﴿وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا﴾ [النور:31]، يقول ابن عباس: "(إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا) تعني الوجه والكفين والخاتم".
2- ألا يكون زينةً في نفسه، فلا تظهر على هذا اللباس مظاهر الزينة الملفتة لأنظار الرجال، لقول الله تعالى: ﴿وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ﴾ [النور: 31].
3- ألا يصف ولا يشف، بمعنى أن يكون سميكاً فضفاضاً لا يظهر تفاصيل جسم المرأة، فاللباس الضيق والشفاف يزيد من فتنة المرأة وزينتها، وقد قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: «صِنْفَانِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ لَمْ أَرَهُمَا قَوْمٌ مَعَهُمْ سِيَاطٌ كَأَذْنَابِ الْبَقَرِ يَضْرِبُونَ بِهَا النَّاسَ وَنِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ...» [صحيح مسلم، كتاب اللباس والزينة، باب النساء الكاسيات العاريات المائلات المميلات].
4- ألا يكون مبخراً، أو معطراً، فلا يحل للمرأة الخروج متطيبة ومعطرة.
5- ألا تتشبه المرأة فيه بالرجال، فعن ابن عباس، رضي الله عنه: «عَنِ النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ لَعَنَ الْمُتَشَبِّهَاتِ مِنَ النِّسَاءِ بِالرِّجَالِ وَالْمُتَشَبِّهِينَ مِنَ الرِّجَالِ بِالنِّسَاءِ» [سنن أبي داود، كتاب اللباس، باب لباس النساء، وصححه الألباني].
6- ألا تتشبه فيه بلباس الكافرات، لأن التشبه بهن يخالف توجيهات الشريعة الإسلامية.
سائلين الله العلي القدير أن يهدي نسائنا وبناتنا وأخواتنا لأحسن الأخلاق وأعظمها، وأن يلبسهن ثوب العزة والحياء والعفاف.))
فإن التزمت زوجتك بهذه الضوابط والشروط فعملك مباح، ولا يحل لها مخالفة شروط اللباس الشرعي للعمل، سواء أما الشباب أو الكبار.
والله يقول الحق وهو يهدي السبيل