ادعم فتوى، تبرع الآن

سؤال

رقم مرجعي: 323084 | الصلاة | 4 مارس، 2019

ما حكم جمع الصلوات للمنفرد ؟

هل يجوز الجمع فرديا ( بدون جماعة )

إجابة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق سيدنا محمد الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد؛

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بالإشارة إلى سؤالك المثبت نصه أعلاه، فإن الصلاة في الإسلام فرضت على المكلفين في أوقات محددة، ولا يجوز أداؤها في غير وقتها إلا لعذر، قال تعالى :(( فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِكُمْ ۚ فَإِذَا اطْمَأْنَنتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ ۚ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا (103) )) ( سورة النساء) ومن الأعذار المبيحة للجمع بين صلاتي النهار وهما الظهر والعصر وبين صلاتي الليل وهما المغرب والعشاء الجمع في عرفة و مزدلفة والجمع للسفر والمطر والمرض.

وجمع المريض والمسافر يجوز إذا كان منفردا بناء على حال كل منهما، و أما جمع المسلم بسبب المطر منفردا؛ فإن جاء المسجد وأدرك المسلمين في إحدى صلاتي الجمع أو كانوا صلوا جمعا فله أن يجمع في المسجد، أما جمعه منفردا في غير المسجد فلا يجوز؛ لارتباط الجمع  وهو رخصة بالمشقة والحرج، وهذا الرأي هو ما قرره مجلس الإفتاء الأعلى الفلسطيني، جاء في القرار 2/145 بتاريخ  27/102016 : (( فالأصل أن تصلى الصلاة في وقتها، لقوله تعالى: } إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا {  ( النساء: 103).

وينتقل وقت أداء الصلاة تقديماً وتأخيراً برخصة الجمع بين الصلاتين، والإتيان بالرخصة مشروع، لقوله صلى الله عليه وسلم: (( إن الله يحب أن تؤتى رخصه، كما يحب أن تؤتى عزائمه )). (صحيح ابن حبان: كتاب البر والإحسان، باب ذكر الأخبار عما يستحب للمرء من قبول ما رخص له بترك التحمل على النفس ما لا تطيق من الطاعات). ومدار الجمع بين الصلاتين في الحضر يدور على حديث ابن عباس، رضي الله عنهما، قال: (( جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الظهر والعصر، وبين المغرب والعشاء، بالمدينة، في غير خوف ولا مطر، فقيل لابن عباس: لِمَ فعل ذلك؟ قال: كي لا يُحرج أمته)). (صحيح مسلم: كتاب صلاة المسافر، باب الجمع بين الصلاتين في الحضر)، وفي رواية (( من غير خوف ولا سفر )).

فالجمع رخصة مشروعة عند وجود العذر المبيح له، فإن صلى المصلي جماعة في المسجد جاز الجمع للعذر، وإن صلى منفرداً جاز الجمع ما دام العذر قائماً، وليس هناك ما يدل على اشتراط المسجد الجامع للجمع، وإن قال بذلك بعض الفقهاء، فالمريض يجمع منفرداً، وكذلك المسافر، لأن العذر قائم بحقهما.

أما الجمع في البيوت لعذر المطر، فللفقهاء فيه قولان:

القول الأول: المانعون - وهم المالكية، والأصح عند الشافعية، وقول للحنابلة. ( المجموع: 4 /260، المغني: 2/175) واستدلوا أن الجمع لأجل المشقة. ( المغني: 2 /117)

القول الثاني: المجيزون - بعض الشافعية وقول للحنابلة. ( المجموع ج 4 / 590، المغني ج 2 / 117)

واستدلوا بحديث ضعيف ((أن النبي صلى الله عليه وسلم جمع في المطر، وليس بين حجرته والمسجد شيء)).  ( المغني: 2/204)، ولأن الحالة العامة إذا وجدت أثبت الحكم للجميع.

وبناء عليه، فإن مجلس الإفتاء الأعلى يفتي بجواز الجمع بعذر المطر في مصليات العمل؛ إذا وجدت المشقة والحرج، أما الماكثون في بيوتهم فلا يجمعون بعذر المطر لانعدام المشقة والحرج بحقهم))

والله يقول الحق وهو الهادي إلى سواء السبيل

لديك سؤال؟

أرسل سؤالك الآن