سؤال
رقم مرجعي: 393623 | المعاملات المالية المعاصرة | 26 أغسطس، 2020
ما حكم دفع مبلغ من المال من أجل الحصول على حق لي في الانتقال لموقع آخر للشركة إذا لم يكن في ذلك اعتداء على حق أحد من الزملاء؟
السلام عليكم أعمل مهندس بشركة لها مواقع داخل المدينة و مواقع خارج المدينة و حالياً موقع عملى خارج القاهرة اسبوع عمل بالموقع و اسبوع اجازة احتاج حالياً الى الانتقال الى العمل باحدى مواقع الشركة بالمدينةو ذلك لظروف عائلية لكى اكون متواجد مع أسرتى يومياً بدلا من السفر علمأ بأن الانتقال من موقع الى موقع هو حق ممنوح الى أى عامل و يمكن ان يتقدم بطلبه طبقأ لظروفه و احتياجاته و لكن للأسف كما هو الحال فى واقعنا المعاصر يجب أن يكون لك علاقات أو يجب أن يتم تزكيتك لكى تتم الموافقة على طلبك علماً بأنى لن أخذ حق احداً من زملائى بالعمل حيث أنهم لا يسعون للانتقال الى هذا الموقع بالاضافة الى أنهم من الأقاليم ولا يناسبهم العمل بالمدينة أحد الاشخاص من خارج الشركة عرض أن يساعدنى باتمام عملية النقل فى نظير مقابل مادى يأخذه فى حال تم الموافقة على طلبى بالنقل هل هذا يجوز و يعتبر من باب الشفاعة الحسنة أو الجعالة؟ أم يعتبر من باب الرشوة المحرمة ؟ ارجو من فضيلتكم الاجابة و جزاكم الله خيراً
إجابة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق سيدنا محمد الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد؛
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
فبالإشارة إلى السؤال المثبت نصه أعلاه، فإن الشفاعة للناس من الأعمال المشروعة وأجرها كبير في الإسلام، شريطة ان لا تكون على حساب ظلم آخرين أو تفويت حقوقهم، أو على عمل محرم، وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على الشفاعة للناس ورغبنا في مساعدتهم دون مقابل فقال: اشفعوا تؤجروا... الحديث رواه البخاري ومسلم، وقال: والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه. رواه مسلم. وقال: من استطاع أن ينفع أخاه فلينفعه. رواه مسلم.
لكن لا يجوز للشافع أخذ مقابل على شفاعته لاعتباره من الكسب الخبيث، ولتشبيه النبي صلى الله عليه وسلك ذلك بالربا، ولا يجوز للمشفوع له كذلك تقديم هدية أو مقابل، لأن ذلك يدخل في الحرام،
ودليل ذلك ما رواه أبو داود بإسناد حسن عن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" من شفع لأخيه بشفاعة فأهدى له هدية عليها فقبلها فقد أتى بابا عظيما من أبواب الربا". قال شمس الحق آبادي في كتابه عون المعبود: "قال في فتح الودود: وذلك لأن الشفاعة الحسنة مندوب إليها، وقد تكون واجبة فأخذ الهدية عليها يضيع أجرها كما أن الربا يضيع الحلال". والله تعالى أعلم.
والله يقول الحق وهو يهدي السبيل