سؤال
رقم مرجعي: 497330 | مسائل متفرقة | 5 إبريل، 2023
العلاقة الهاتف بين الشاب والفتاة بكلام فاحش
في علاقة بين صديقي وبنت عبر الجوال بدون كشف عورة او صور للجسم بس الى كلام فقط كلام جماع فقط بدون ان يرسل احدهم للاخر صورة من العورة للاخر ونا نبهته انوه ربما في شي بالدين يمنع او ربما انوه زنا او شي اريد افهم هل يعتبر زنى او شي
إجابة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم
إن من أخطر الفتن على الرجال فتنة النساء، ففي الصحيحين عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا تَرَكْتُ بَعْدِي فِتْنَةً أَضَرَّ عَلَى الرِّجَالِ مِنَ النِّسَاءِ».
وقال الله تعالى محذرا من اتباع الشهوات: (زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين) [آل عمران: 14] الآية، فقدم النساء على جميع الشهوات.
وجواز خطاب النساء مع الرجال يكون فقط إذا دعت الحاجة وأمنت الفتنة وخلت من الخضوع بالقول، لأن الله تعالى نهى عن الخضوع فقال: لا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً(الأحزاب: من الآية32).
وإن من مقاصد الشريعة سد الذرائع التي قد توصل إلى الحرام، وقد حرم الله تعالى النظر وبين أنه مدخل للزنا فقال:{قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ} 30]. وفي المقابل خاطب المرأة بقوله: {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ).
والكلام مع امرأة شابة، ومراسلتها والاستئناس بالكلام معها، وإنشاء علاقة معها من أعظم الوسائل التي قد تجر إلى الوقوع في الحرام. وهل يقبل الرجل هذا الأمر لأخته؟ أو أمه؟ أو ابنته؟
وقد يزيّن الشيطان لهما أن العلاقة بريئة قائمة على التعاون والمناصحة، وفي الحقيقة تخفي وراءها كوارث وويلات، وهي استدراج خطوة بخطوة نحو الرذيلة، وقد صدق شوقي حينما قال:
نَظرَةٌ فَابتِسامَةٌ فَسَلامٌ فكَلامٌ فَمَوعِدٌ فَلِقاءُ، وبعد اللقاء لا محاذير ......
جاء في كتاب (بريقة محمودية في شرح طريقة محمدية وشريعة نبوية في سيرة أحمدية) (4/ 7):
(السَّادِسُ وَالْخَمْسُونَ التَّكَلُّمُ مَعَ الشَّابَّةِ الْأَجْنَبِيَّةِ فَإِنَّهُ لَا يَجُوزُ بِلَا حَاجَةٍ؛ لِأَنَّهُ مَظِنَّةُ الْفِتْنَةِ).
ومن هنا فإنه لا يجوز مطلقا للشاب أن يتمادى في الحديث مع الفتيات عبر الهاتف أو وسائل التواصل الاجتماعي لمجرد الدردشة أو الصداقة ونحوها.
وإن مما لا شك فيه أن ترك ذلك فيه حفاظ على الدين ودفع لوساوس الشيطان.
وما ذكره السائل من مخاطبة صديقه للفتاة هو من مقدمات الزنا، وربما أوقع الفتاة بالزنا مع غيره بسبب تهييج الشهوة لديها عن هذا الكلام، وبالتالي فهو يتحمل وزره ووزرها، وعليه إن كان يخشى الله ويخاف على عرضه أن يمس، وأن يقلع عن هذا، وأن يكثر من الندم والاستغفار وذكر الله تعالى.