سؤال
رقم مرجعي: 559157 | قضايا الأسرة و الزواج | 14 سبتمبر، 2020
ماحكم زواج البنت دون رضا اهلها؟
ماحكم زواج البنت دون رضا اهلها؟
إجابة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق سيدنا محمد الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد؛
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
فبالإشارة إلى السؤال المثبت نصه أعلاه، فإن الأصل في الزواج أن يتم برضا الزوجة وموافقة الولي والأهل باعتبار البنت أمانة في عنق والدها ليزوجها من صاحب الدين والخلق، وموافقته شرطا لصحة الزواج، فإذا لم يرض الأهل والولي بالزوج المتقدم لعدم تدينه أو لسوء أخلاقه فهذا أمر معتبر وعلى البنت القبول برأيهم ويمكن للولي منع هذا الزواج، أما إذا كان الزوج صاحب خلق ودين فلا يجوز للأهل والولي رفضه إذا رضيت به ابنتهم، ويمكن السعي لإقناعهم بالرضا، وقد سئل سماحة الشيخ محمد أحمد حسين حفظه الله المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية من فتاة تقدم لخطبتي شاب ذو سمعة طيبة، وأخلاق حسنة، وملتزم بالدين، ومن المتفوقين في الدراسة الجامعية، لكنه يعاني من حروق تعرض لها في صغره، فوافقت على طلب الخطبة، أما أهلي فيرفضون هذا الشاب بسبب الحروق التي تعرض لها، فما حكم الشرع في ذلك؟ وكيف أقنع أهلي بقبول هذه الخطبة؟
فأجاب: (( دعا الله تبارك وتعالى إلى الإحسان إلى الوالدين، فقال تعالى: «وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا» [الإسراء: 23]، ومن الإحسان إليهما طاعتهما في المعروف، ورغبتك في الزواج من هذا الشاب لا تعد منكراً، ولا عصياناً لوالديك، وننصحك بأن تجتهدي في إقناع أهلك بقبول الزواج من هذا الشاب، ومحاولة استرضائهم، وتوسيط أهل الخير من الأقارب والأصدقاء؛ لإقناعهم لعلهم يقبلون بزواجك منه، فأنت بحاجة إلى مساندة الوالدين في هذا الزواج؛ لأن من شروط الزواج الصحيح المعتبرة شرعاً موافقة الولي.
كما أن الإسلام حث على الزواج، ورغب فيه، فإذا كان هذا الشاب صاحب خلق ودين، فلا حرج في قبولك به زوجاً؛ لأن الراجح عند العلماء، أن الكفاءة المطلوبة في الزواج هي كفاءة الدين، والرسول، صلى الله عليه وسلم، يقول: «إِذَا جَاءَكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَأَنْكِحُوهُ، إِلاَّ تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ» [سنن الترمذي، كتاب النكاح عن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، باب ما جاء إذا جاءكم من ترضون دينه فزوجوه، وقال الألباني: حسن لغيره]، وخير دليل من السنة على أن العبرة بالتقوى والدين، وليس بالمال والمظهر، قصة زواج الصحابي الجليل جليبيب، رضي الله عنه. [مسند أحمد، مسند المكثرين من الصحابة، مسند أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه، وقال شعيب الأرنؤوط: إسناده صحيح على شرط الشيخين]، فلا ينبغي رفض هذا الشاب لمجرد أنه يعاني من بعض الحروق )) والله تعالى أعلم.
والله يقول الحق وهو يهدي السبيل