الأخذ بالثأر

إجابة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:

موضوع الثأر من المواضيع التي عالجها الاسلام بطريقة غاية في العدل ومراعاة الحقوق والحفاظ على حياة الناس حيث يقول سبحانه وتعالى ( ومن قُتل مظلوماً فقد جعلنا لوليّه سلطاناً فلا يسرف في القتل إنه كان منصورا) سورة الاسراء: الاية 33، فهذه الاية الكريمة ألغت ما اعتاد الناس عليه سابقا من أخذ الثأر باليد وبمعايير بعيدة عن الشريعة وكثيرا ما  كانت مجافية للحق وبعيدة عن الانصاف، حيث يُقتل أحياناً بريء لا ذنب له لمجرد الشبهة، أو انتشار شائعة بأنه القاتل، أو لأنه قريب للقاتل أو ربما كونه شخصا مؤثرا في عائلة القاتل أو قبيلته، وأحيانا يكون هو القاتل فعلا  ولكنه قتل الاخر دفاعا عن النفس...لذلك جاءت هذه الاية  الكريمة إضافة لآيات القصاص لتضبط فوضى الثأر التي كانت منتشرة قبل الاسلام وتحفظ للقاتل حق المثول أمام محكمة عادلة تتضح فيها كافة ملابسات حادثة القتل، ثم بعدها ينال جزاءه العادل؛ حرية أو سجنا أو قصاصا منه، ولأن الله تعالى هو خالق البشر وأعلم بهم، فقد جعل لولي المقتول بعد صدور الحكم النهائي على القاتل وثبوت إدانته بالقتل العمد العدوان جعل للولي حق قتل القاتل بيده شفاء لغليله وإطفاء لنار ألمه وغيظه تحت إشراف الدولة ورقابتها، وبذلك يتحقق أمران: ذهاب غيظ قلب ولي المقتول وبالتالي لا يفكر في قتل غيره،، أو الانتقام منه فنحفظ بذلك أرواحاً بريئة من القتل بغير حق ويحفظ أمن المجتمع وأمانه ونسيجه الاجتماعي.
وغير ذلك لا يجوز لما يترتب على هذا الأمر من مفاسد كبيرة، وتجدد القتل وسفك الدماء وانهيار أمن المجتمع وتمزق نسيجه.
والله أعلم