سؤال
رقم مرجعي: 613953 | المعاملات المالية المعاصرة | 17 أكتوبر، 2024
حكم قبول هدايا الأطفال المعالجين وأهاليهم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته انا أعمل اخصائية نطق ولغة معظم تعاملي مع اطفال وامهات والعلاقة تستمر اشهر لان العلاج يطول وانا من قرية ومعروف بالقرى نحب الكرم فعادةً يجلب الاطفال او امهاتهم هدايا لي احياناً فواكه من محصول أرضهم او هدية خاصة عند الانتهاء من العلاج واحياناً أكلة اشتهتها لي مثلاً سابقاً احضرت واحدة لي علبة شوكلاته بمناسبة العيد وأخرى كل أسبوع تقطف لي ولطاقم العمل فواكه من أرضها؛ بسبب حب حفيدتها لي.. وأخرى اهدتني هدية بمناسبة انتهاء علاج ابنها كهدية وداع هل اخذ الهدية من الأهل او الطفل المتعالج يجوز في هذه الحالة؟ أنا ايضاً بين الحين والآخر احضر هدايا بسيطة للأطفال مثل حلوى او لعبة وهكذا
إجابة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق سيدنا محمد الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد؛
بالإشارة إلى سؤالك المثبت نصه أعلاه؛ فقد أباح الإسلام الهدية، وكان رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يقبل الهدية ويثيب عليها، فعن عائشة، رضي الله عنها، قالت: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقْبَلُ الْهَدِيَّةَ، وَيُثِيبُ عَلَيْهَا» [صحيح البخاري، كتاب الهبة وفضلها، باب المكافأة في الهبة].
غير أن هدايا الموظفين معرضة للتلبس بالشبهات، فإن كنت تعملين في عيادة خاصة بك وغير ملتزمة بالعمل موظفة لدى قطاع خاص أو عام، وقدمت لك هدية فلا ضير عليك في قبولها، أما إذا كنت تعملين لدى مؤسسة صحية خاصة، فيجب إعلام هذه الجهة بالهدية التي قدمت لك، فإذا أجازت لك أخذها، فلا بأس عليك في أخذها، وإن تحفظت على ذلك فعليك رد الهدية لأصحابها، وإن كنت تعملين في قطاع عام أو حكومي فلا تحل لك مطلقا، فعن حميد السعدي، رضي الله عنه، قال: «اسْتَعْمَلَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، رَجُلاً مِنَ الأَزْدِ، يُقَالُ لَهُ ابْنُ الْلُّتْبِيَّةِ، عَلَى الصَّدَقَةِ، فَلَمَّا قَدِمَ، قَالَ: هَذَا لَكُمْ، وَهَذَا أُهْدِيَ لِي، قَالَ، فَهَلا جَلَسَ فِي بَيْتِ أَبِيهِ، أَوْ بَيْتِ أُمِّهِ فَيَنْظُرَ يُهْدَى لَهُ أَمْ لا، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لا يَأْخُذُ أَحَدٌ مِنْهُ شَيْئًا إِلا جَاءَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَحْمِلُهُ عَلَى رَقَبَتِهِ، إِنْ كَانَ بَعِيراً لَهُ رُغَاءٌ، أَوْ بَقَرَةً لَهَا خُوَارٌ، أَوْ شَاةً تَيْعَرُ...» [صحيح البخاري، كتاب الهبة وفضلها، باب من لم يقبل الهدية لعلة]، والله تعالى أعلم.
والله يقول الحق وهو يهدي السبيل