سؤال
رقم مرجعي: 631806 | العقيدة | 9 أكتوبر، 2025
العودة إلى الذنب بعد التعهد لله بعدم العودة إليه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ابتليت بذنب لازمني فترة من الزمن واصابني الغم والهم منه وفي يوم من الايام دعوت الله فقلت يارب نجني من هذا الذنب او دلني لأي طريق كي اتخلص من هذا الذنب وسوف التزم واتمسك بما ارشدتني اليه بشدة وكنت وقتها بعيداً عن الله ولكن بعد ما دعوت اصبحت بشكل مفاجئ اتقرب الى الله وهداني الله لما يحب ويرضى الحمد لله وابتعدت عن الذنب ولكن بعد فترة ضعفت وعدت اليه وكل ما اعود اليه اتوب واحاول الفكاك منه ولكن بعد فترة يسيرة اصابتني وساوس كفرية ووساوس في العقيدة شديدة وبشعة واثرت علي نفسيا وقرأت آية (فأعقبهم نفاقا في قلوبهم إلى يوم يلقونه بِمَا أخلفوا الله) واصابني الخوف والجزع ان اكون ممن دخلوا في قوله تعالى السؤال هل لي توبة من النفاق ان اعقبه الله في قلبي ؟ علما ان الوساوس مازالت مستمرة واني تبت الى الله من الذنب و كفرت عن العهد
إجابة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
بداية نقدّر ثقتكم بموقع فتوى الخاص بكلية الشريعة في جامعة النجاح الوطنية، وبخصوص سؤال فالجواب عنه يتمثل في الآتي:
1. المسلم يمر بمراحل، أحيانا يكون فيها قريبا من الله تعالى وأحيانا أخرى يبتعد قليلا، وهكذا، فتأتي التوبة الصادقة مع الله فيعود إلى الله تعالى عودة حميدة، وما يلبث أن يقصّر في بعض الجوانب لكن ليس على حساب قضايا العقيدة كالإيمان بالله تعالى وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقضاء والقدر خيره وشره.
وما حصل معك أخي السائل هو شيء طبيعي، لكن بسبب قلة علمك حول هذه الصفة الإنسانية استطاع الشيطان أن يملأ عقلك وساوس وأفكارا، فمثلا، وسوس لك قائلا: أين عهدك مع الله بعدم الرجوع إلى المعصية، وقد رجعت؟! حتى أوصلك إلى أن تصف نفسك بالنفاق!
والسؤال: منذ متى كان الشيطان حريصا على المسلم كل الحرص؟ منذ متى كان الشيطان داعيا إلى طريق الله؟ هذا يعني أن كل الأفكار التي خطرت على بالك حتى أصبحت تعيش معك يوميا هي بلا شك من وساوس الشيطان.
لذا أحب أن أصارحك بأنك على طريق الإسلام والإيمان، لا على طريق النفاق- حفظك الله تعالى-.
جدد توبتك إلى الله تعالى، وتابع حياتك الإيمانية، وامض في طريق الحق مستعينا بالله عز وجل وبالدعاء والعبادات وأعمال الخير. فباب التوبة ما زال مفتوحا ، قال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ} [التحريم: 8]