سؤال
رقم مرجعي: 707580 | قضايا طبية معاصرة | 9 ديسمبر، 2024
حكم قص جزء من اللثة خارج عن المعتاد.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أتمني الرد جزاكم الله خيراً،، قمت منذ بضعة اشهر بقص جزء بسيط من اللثة الزائدة في الفك العلوي لأنها كانت خارجة عن المعتاد واسناني كانت تبدو صغيرة ولكن لم يكن فيها تشويه ولكن كانت تسبب لي أزمة نفسية ف قمنا بقص جزء بسيط بالليزر اثناء وضع التقويم والان بعد التقويم شكل اسناني تغير واصبح اكبر قليلا ولكن لم يتغير كثيرا ، هل علي اثم او قمت بتغيير خلق الله لاني خائفة جدا من هذه النقطة
إجابة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق سيدنا محمد الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد؛
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بالإشارة إلى سؤالك المثبت نصه أعلاه، فإن كان في اللثة كبر أو زيادة تسبب ضررا حسيا أو معنويا بأن يشكل ضيقا أو حرجا أو أذى نفسيا، فإنه يجوز قص الزائد منها، شريطة أن لا يعود بالضرر على مجري هذه العملية. أما إن كان للتجميل والتحسين الزائد فإنه يدخل في تغيير خلق الله المحرم، ودليل ذلك أنها تندرج تحت مسمى تغيير خلق الله تعالى المنهي عنه، والمعتبر من عمل الشيطان، قال تعالى: ﴿وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا﴾ [النساء: 119]،
وقد أخرج الإمام البخاري عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قال: «لَعَنَ اللَّهُ الوَاشِمَاتِ وَالمُسْتَوْشِمَاتِ، وَالمُتَنَمِّصَاتِ، وَالمُتَفَلِّجَاتِ لِلْحُسْنِ، المُغَيِّرَاتِ خَلْقَ اللَّهِ» [صحيح البخاري، كتاب اللباس، بَابُ المتنمصات]، وقال الإمام ابن حجر العسقلاني في شرح الحديث: "يفهم منه أن المذمومة من فعلت ذلك لأجل الحسن، فلو احتاجت إلى ذلك لمداواة مثلاً جاز" [فتح الباري: 17/33].
ومحل السؤال إن كانت العملية لا تشكل ضرورة، لكنها حاجة ترفع مشقة السخرية، وليس فيها معنى استجلاب الحسن، ولكن فيها معالجة لخلل، وإزالة لضرر، وهذا مما جاءت الشريعة بتقريره وتأكيده، ويطابق فهم ابن حجر للحديث السابق، ولذا؛ فالراجح جواز إجراء تلك العملية أخذاً بمفهوم قرار مجلس الإفتاء الأعلى في فلسطين رقم 1/81 والذي جاء فيه: "وأما إن كان في الأنف كبر أو اعوجاج، بشكل كبير مفرط، بحيث يسبب ضررًا حسيًا أو معنويًا، بأن يشكل ضيقًا، أو حرجًا، أو أذى نفسيًا، فقد أجاز كثير من العلماء إجراء عملية التجميل على سبيل التعديل، رفعًا للحرج، وإزالة للضرر، وليس على سبيل طلب الحسن وتغيير خلق الله، ولا للغش والتدليس"، وما ينطبق على الأنف في هذا القرار ينطبق على اللثة في حالتك، فيجوز لك إجراء تلك العملية في تلك الحالة التي وصفتها.
والله يقول الحق وهو يهدي السبيل