ادعم فتوى، تبرع الآن

سؤال

رقم مرجعي: 732892 | الصلاة | 1 يوليو، 2019

كيف يقضي صلاة الفجر من فاتته الصلاة مرات كثيرة؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... فاتتني صلاة الفجر مرات عدة ...فهل اقضي عدد مراتها فمثلا اذا كن 22 مرة فهل اصلي قضاء 22 مرة على مدار الايام

إجابة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق سيدنا محمد الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد؛

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بالإشارة إلى سؤالك المثبت نصه أعلاه، فالواجب على كل مؤمن وعلى كل مؤمنة خوف الله ومراقبته، وأن يهتم بالصلاة فإنها عمود الإسلام، وأعظم الأركان بعد الشهادتين، والله يقول -سبحانه-: ((حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى )) [البقرة: 238]، ويقول -سبحانه-: (( وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَارْكَعُواْ مَعَ الرَّاكِعِينَ ))[البقرة: 43].

و الواجب على كل مسلم أن يهتم بهذا الأمر، بالليل والنهار، صلاة الفجر وغيرها، ولا يجوز أن يتساهل كالمنافقين. وإذا غلبه النوم وقام بعد طلوع الشمس صلاها لقوله ﷺ: ((من نام عن الصلاة أو نسي فليصليها حين يذكرها لا كفارة لها إلا ذلك))، ( رواه البخاري ومسلم) ويصليها كما يصليها في وقتها يصليها بالجهر، يقرأ جهراً كما يصليها في وقتها، لأن الرسول ﷺ فاتته صلاة الفجر في بعض مغازيه وبعض أسفاره في عدة مرات، وناموا عنها، فصلوها كما كانوا يصلونها في وقتها، صلى بهم بأذان وإقامة، وصلى بهم جهراً -عليه الصلاة والسلام-.

فهكذا من نام عنها وغلبه النوم، يصليها بعد اسيقاظه جهراً، ويصلي سنتها قبلها ركعتين، ثم يصلي الفجر، ولكن المهم أن يعتني باليقظة في وقت الصلاة، كثير من الناس اليوم هداهم الله يتساهلون عن الفجر، وكثير منهم فيما بلغنا لا يقوم لها إلا إذا قام لعمله، وهذا منكر عظيم وفساد كبير .

وإذا فاتت المسلم صلوات لسنوات فقد اختلف العلماء في قضائها، وقد سئل سماحة الشيخ محمد أحمد حسين المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية حفظه الله من سائل قال: بدأت الصلاة بانتظام في سن الخمسين، فهل يجب عليّ قضاء الصلوات الفائتة، وكيف أقضيها؟   فأجاب: (( إن الصلاة تعد ركناً من أركان الإسلام، ولا تسقط عن المسلم، قال تعالى: (إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا) [النساء:103]، ولا خلاف بين العلماء في وجوب قضاء الصلاة الفائتة بعذر شرعي من نسيان أو نوم، ونحو ذلك، لقول النبي، صلى الله عليه وسلم:« مَنْ نَسِي الصَّلاَةَ، فَلْيُصَلِّهَا إِذَا ذَكَرَهَا، فَإِنَّ اللَّهَ قَالَ: (أَقِمِ الصَّلاَةَ لِذِكْرِي) » [ صحيح مسلم، كتاب المساجد، باب قَضَاءِ الصَّلاَةِ الْفَائِتَةِ وَاسْتِحْبَابِ تَعْجِيلِ قَضَائِهَا].
أما الصلاة المتروكة عمداً، فحكمها كحكم المنسية، فيجب قضاؤها، وهذا هو قول الأئمة الأربعة، وذهب بعض أصحاب الشافعي إلى أن الصلاة المتروكة عمداً لا يجب قضاؤها، ولا تقبل ولا تصح؛ لأنها صليت في غير وقتها، وكان تأخيرها عنه لغير عذر شرعي، فلم تقبل، وذهب كثير من أصحاب الإمام أحمد وابن حزم وجماعة من السلف من الصحابة والتابعين، إلى أن تارك الصلاة عمداً كافر كفراً مخرجاً من الملة، وإذا عاد إلى الإسلام، فهو غير مطالب بقضاء صلاة أو صوم، لأنه بمثابة داخل جديد في الإسلام.
وعليه، وبالاستناد إلى قرار مجلس الإفتاء الأعلى في فلسطين رقم 80/2، بتاريخ 2010/5/6م، فالراجح أن تارك الصلاة تهاوناً وكسلاً، وهو عالم بوجوبها وغير منكر لفرضيتها يبقى مسلماً ولا يخرج من الملة، وأما ما فاته من صلوات طيلة السنوات السابقة، فلا شك أنه أخطأ بتركها، غير أنه لا يلزمه قضاؤها للسنوات الفائتة؛ لأن التوبة تجب ما قبلها؛ ولأن وجوب القضاء لسنوات فائتة فيه من المشقة والحرج ما فيه، ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها، وما جعل عليكم في الدين من حرج، وعلى السائل أن يعلم أن تقصيره بترك الصلاة خلال هذه المدة الطويلة لا يمحوه إلا الالتزام التام بالصلاة، وألا يعود إلى المعصية، وأن يندم عليها، وأن يكثر من النوافل والصدقات والاستغفار، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، والله تعالى أعلم.))

و أما إذا فاتتك صلاة الفجر عدة مرات فعليك قضاؤها  تباعا في يوم واحد، ومن ساعة المعرفة بالحكم، ولا يجوز لك تأخير قضائها على عدد أيامها أو مع صلاة الفجر الحاضرة يوما بيوم لمخالفة النص آلآمر بقضائها فورا .

 

والله يقول الحق وهو  يهدي السبيل

لديك سؤال؟

أرسل سؤالك الآن

فتاوى مشابهة