سؤال
رقم مرجعي: 791475 | مسائل متفرقة | 5 إبريل، 2023
الحب بين شاب وشاب
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته انا شاب عمري 18 سنة لن امدح نفسي كثيرا لكن الحمد لله انني انسان متدين يصلي حميع صلاواته يقرأ القرآن كل يوم و حافظ لعدة سور منه مستواي الدراسي عالي و الحمد لله منذ فترة ليست بالبعيدة تعرفت على صديق لي نتشارك العديد من الأشياء و نتفهم بعضنا كثيرا و الحمد لله كما انني احبه في الله حبا كبيرا لانه لم يبدر منه اي شيئ يزعجني أو يجعلني أكرهه بل بالعكس هو طيب جدا و قلبه رقيق و أحسه أخا يعوض أخي الذي لم أرزق به . تعودنا على بعضنا البعض حتى اصبحنا أعز الأصدقاء نتناقل أسرارنا كما اننا دوما ما نشجع بعضنا في أمور الدين و الدراسة و غيرها ان حبي له صادق و من القلب و في الأيام الأخيرة أصبحت أصرح له بذلك لانني لم استطع تحمل كتم هذه المشاعر الجميلة تجاهه فانني احسه معجزة بعثها الله لي فانا لم اجد شخصا يشبهني مثله و من حسن الحظ انه يتبادل معي نفس الشعور و في العديد من المرات أصبح يصرح بذلك لي و اني اعلم ان حبنا بعيد جدا عن الشدود و الشهوة عافانا الله من تلك الأفكار أي انني احيانا لما اخبره بذلك بنيتي احس بانه شدود لكنني لا ارغب في ذلك فانا لا اشتهي الرجال استغفر الله من بين معارفي الكثر هو اكثر شخص أحبه حبا كبيرا في الله لانني اجد ان نفسي ترتاح معه علما انه متدين مثلي تماما و دوما ما نحث بعضنا على فعل الخير . سؤالي هو هل تصريحي بحبي له و مشاعري تجاهه صحيحة؟:يعني انا محتار من جهة انا احبه كثيرا كحبي الأخ لأخه اي انني لست أشتهيه و اريد فعل الامور الحرام معه لكنني و في عالم بدأت تنتشر تلك الأفكار أصبحت أخاف قليلا ليس من ميلي لتلك الأفكار و إنما لنظرة الله لعلاقتي معه . أرشدوني رجاءا ؟ هل تصريحنا بكلمات الحب بيننا صحيح ؟ انني ايضا من النوع الذي لا يريد الدخول في علاقات عاطفية مع النساء في هذا العمر لانه شيئ حرام و هل يمكن القول انني وجدته لأعبئ الفراغ العاطفي في داخلي؟ علما انني سأظل أحبه طوال حياتي حتى بعد زواجي لأنه أفضل شخص خارج عائلتي تعرفت عليه لما يجمعنا من مزايا مشتركة؟
إجابة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
الأصل أنه إذا أحب رجل رجلا في الله أن يصارحه، وأن يبيّن له أن محبته له إنما هي محبة في الله، فقد
أخرج أبو داود عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ بإسناد صحيح، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: "إِذَا أَحَبَّ الرَّجُلُ أَخَاهُ فَلْيُخْبِرْهُ أَنَّهُ يُحِبُّهُ".
وذلك لأن إخباره يزيد في التقرب والود والتعاون على طاعة الله، ومِن ثمَراتِ المصارحة المناصحة، فإنه إنْ نصَحَه لِخطأٍ فعَلَه كان أَقْرَبَ لِسَماعِ تلك النَّصيحةِ له مِن غيرِه؛ فالأمْرُ عندما يَأتي من محِبٍّ أَقربُ لقَبولِه وظُهورِ نيَّتِه الحسَنَةِ ممَّن علِمَ حسَدَه وعدَاوتَه، كما أنه إن كانت بينهما عدوَّه أو بغضاء أو حسد أو حقد أزالت المصارحة ذلك كله .
و للحديث شاهد آخر من حديث أنس قال:" كنت جالسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ مر رجل، فقال رجل من القوم: يا رسول الله إني لأحب هذا الرجل، قال: هل أعلمته ذلك؟ قال: لا، فقال: قم فأعلمه، قال: فقام إليه فقال: يا هذا و الله إني لأحبك في الله، قال: أحبك الذي أحببتني له". والحديث رواه أحمد وهو صحيح بشواهده.
قال البغوي في شرح السنة (13/ 67):
" وَمعنى الْإِعْلَام: هُوَ الْحَث عَلَى التودد والتآلف، وَذَلِكَ أَنَّهُ إِذا أخبرهُ، استمال بذلك قلبه، واجتلب بِهِ وده، وَفِيه أَنَّهُ إِذا علم أَنَّهُ محب لَهُ، قبل نصحه فِيمَا دله عَلَيْهِ مِن رشده، وَلم يرد قَوْله فِيمَا دَعَاهُ إِلَيْهِ مِن صَلَاح خَفِي عَلَيْهِ بَاطِنه".
وهكذا كان هدي النبي عليه السلام في تصريحه بحبه لمعاذ رضي الله عنه حيث أخذ بيده، وقال: يا معاذ، واللَّه إني لأُحبُّك، فقال: أُوصيك يا معاذ، لا تَدَعَنَّ في دُبُر كلِّ صلاة تقول: اللهم أعِنِّي على ذكرك وشُكرك وحسن عبادتك" (أحمد) 22172 , (أبو داود) 1522 , (النسائي) 1303 , صَحِيح الْجَامِع: 7969، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: 1596.
ولكن المصارحة في المحبة لها ضوابط ويكفي القول بها مرّة واحدة، ويمكن إعادتها إذا اقترنت بمدح على فعل معيّن، وكل شيء زاد عن حده نقص، فلا تكون المصارحة بمقام المغازلة حتى لا تأخذ في النفوس سبيلا للشيطان الرجيم، وقد علمنا النبي عليه السلام أن المحبة بمقدار، فقد أخرج الترمذي بإسناد صحيح
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَحْبِبْ حَبِيبَكَ هَوْنًا مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ بَغِيضَكَ يَوْمًا مَا وَأَبْغِضْ بَغِيضَكَ هَوْنًا مَا، عَسَى أَنْ يَكُونَ حَبِيبَكَ يَوْمًا مَا "
أَيْ: رُبَّمَا اِنْقَلَبت المحبة والود بِتَغَيُّرِ الزَّمَانِ وَالْأَحْوَالِ بُغْضًا , فَلَا تَكُونُ قَدْ أَسْرَفْتَ فِي حُبِّهِ , فَتَنْدَمَ عَلَيْهِ إِذَا أَبْغَضْتَهُ، أَوْ حُبًّا , فَلَا تَكُونُ قَدْ أَسْرَفْت فِي بُغْضِهِ , فَتَسْتَحْيِيَ مِنْهُ إِذَا أَحْبَبْتَهُ. تحفة الأحوذي - (ج 5 / ص 244)
ولا أنصح بالمصارحة الكبيرة المفضية للأسرار الدقيقة المتعلقة بأحوال الأسرة؛ لأن النفوس تتغير وربما ينقلب بعضها على بعض.
وفقكم الله وآدام ودكم على طاعته