سؤال
رقم مرجعي: 809279 | قضايا الأسرة و الزواج | 9 مارس، 2020
ما حكم الرجل الذي لا يعاشر زوجته بالشهر إلا برغبة منه
ما حكم الرجل الذي لايعاشر زوجته بالشهر إلا برغبة منه
إجابة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:
مقاصد الزواج عديدة ولعل واحداً من أهم مقاصده الإعفاف، فالزوج تعفّه زوجته بالحلال والزوج يعف زوجته كذلك، وقد جعل الله في البشر غريزة الميل الجنسي من الذكر للانثى ومن الانثى للذكر، وركّب فيهما غريزة لتحقيق هدف سامٍ وهو حفظ النوع الانساني من خلال تلبية هذه الغريزة، والتي إن لم توضع في الحلال فسوف تنحرف إلى الحرام.
وما يفعله هذا الزوج فيه إلحاق ضرر كبير بزوجته وقد يدفعها الى الانحراف وممارسة الحرام، لأنها لم تجد الاعفاف وسدّ حاجتها الانسانية والفطرية عنده فتلجأ إلى غيره، فإن كان سبب هذا التقصير أمراً طبيا أو نفسيا فعليه بالعلاج، وإن كان امراً ناتجاً عن خلل فيها فعليه أن يخبرها أو يعالجها، او أن تصلح من شأنها إن كان هناك قصور لديها يجعله ينفر منها، أما إن كان الأمر مزاجيا فهذا حرام، وهو يرتكب بحق زوجته جرماً كبيرا، فإما أن يعاشرها كباقي الازواج وإما أن يخلي سبيلها لتعيش حياتها مع رجل آخر يعفّها ويسد حاجتها، وفي شريعتنا الغراء لا ضرر ولا ضرار، ولا ينبغي أن تبقى المرأة رهناً بمزاجية الرجل ورغباته.
اما بالنسة للزوجة فهي بين خيارين أن تتحمل ذلك وتتعايش معه وفي هذا حرج كبير ومشقة عليها أو أن تشكو أمرها لمن يؤثر على زوجها من أهله أو أهلها بعد أن تطلب منه ذلك فيما بينهما وتبين له أن هذا حقا لها وليس منة منه، او أن ترفع امرها للقاضي وهو يتخذ القرار المناسب بحقه، وقد يصل الأمر إلى تفريقهما إن استمر الرجل بتجاهلها والاضرار بها وهجرها دون وجه حق.
والله أعلم