حكم تصوير اليد خلال عملية تعليم الطبخ.

إجابة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق سيدنا محمد الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد؛

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بالإشارة إلى سؤالك المثبت نصه أعلاه، فإن يد المرأة ليست من العورة في قول جمهور أهل العلم، وهو مذهب الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة، وذهب بعض الحنابلة إلى القول إنها عورة، قال ابن عبد البر في التمهيد: "اختلف العلماء في تأويل قول الله عز وجل ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها، فروي عن ابن عباس وابن عمر إلا ما ظهر منها الوجه والكفان وروي عن ابن مسعود (ما ظهر منها) الثياب قال لا يبدين قرطاً ولا قلادة ولا سواراً ولا خلخالا إلا ما ظهر من الثياب، واختلف التابعون فيها أيضاً على هذين القولين وعلى قول ابن عباس وابن عمر الفقهاء".

واستدل الفقهاء القائلون بأن الوجه والكفين ليسا بعورة بقوله سبحانه: وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا [النــور: 31]، قال ابن جرير الطبري رحمه الله تعالى في تفسيره: "وأولى الأقوال في ذلك بالصواب قول من قال: عُني بذلك الوجه والكفان، يدخل في ذلك إذا كان كذلك: الكحل والخاتم والسوار والخضاب، وإنما قلنا ذلك أولى الأقوال في ذلك بالتأويل: لإجماع الجميع على أن على كل مصلّ أن يستر عورته في صلاته، وأن للمرأة أن تكشف وجهها وكفيها في صلاتها، وأن عليها أن تستر ما عدا ذلك من بدنها إلا ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أباح لها أن تُبْديه من ذراعها إلى قدر النصف، فإذا كان من جميعهم إجماعاً كان معلوماً بذلك أن لها أن تبدي من بدنها ما لم يكن عورة، كذلك للرجال، لأن ما لم يكن عورة فغير حرام إظهاره، وإذا كان لها إظهار ذلك كان معلوماً أنه مما استثناه الله تعالى، ذكره بقوله: إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا، لأن كل ذلك ظاهر منها، وقوله: وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ [النــور: 31]، يقول تعالى ذكْره: وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ، ليسترن بذلك شعورهن وأعناقهن وقرطهن".

أما النظر إلى يد المرأة: فالعلماء رحمهم الله قد اختلفوا فيه على قولين مشهورين:

الأول: حرمة النظر إليها مطلقاً ولو أمنت الفتنة.

والثاني: جواز النظر إليهما عند أمن الفتنة.

وبما أن الموضوع متعلق بمن يشاهد تلك التصويرات ولا يمكن ضبطه فإن أنصح بترك ذلك التصوير احتياطا خاصة أن تعليم الطبخ ليس ضرورة ولا حاجة ملحة من تلك التصويرات ويمكن تعلمه في البيت من الأم ونحو ذلك.

                                               والله يقول الحق وهو يهدي السبيل