سؤال
رقم مرجعي: 848331 | العقيدة | 23 نوفمبر، 2022
ما حكم هذا الدعاء (اللهم توفني وأنت راض عني اللهم توفني ساجدًا صائمًا عند بيتك الحرام اللهم اغفر لأبي وادخله الفردوس الأعلى من الجنة دون سابقة عذاب ولا ...)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، شيوخنا الأجلاء، بارك الله فيكم وفي علمكم، أردت أن أعرف مدى صحة ما يلي من دعاء يلهمني به الله عند سجودي في الصلاة، هل يوجد فيه أو في بعضه اعتداء في الدعاء؟ اللهم توفني وأنت راض عني اللهم توفني ساجدًا صائمًا عند بيتك الحرام اللهم اغفر لأبي وادخله الفردوس الأعلى من الجنة دون سابقة عذاب ولا مناقشة حساب. اللهم أدخلني الفردوس الأعلى من الجنة دون سابقة عذاب ولا مناقشة حساب لي ولأبي وأمي وأخوتي وأهل بيتي زوجتي وأولادي ولجميع المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات. اللهم إني أسألك مرافقة النبي محمد – صلى الله عليه وآله وسلم – في الجنة، لي ولأبي وأمي وأخوتي وأهل بيتي زوجتي وأولادي ولجميع المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات. أفيدوني، جزاكم الله خيرًا
إجابة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:
فقد ورد قوله تعالى: "ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ"، (الأعراف: 55).
والاعتداء في الدعاء هو: تجاوز الحد المسموح به في الدعاء، كطلب ما لا يكون، أو ما لاينبغي أنْ يكون، قال ابن القيم بعد أنْ ذكر بعض أنواع الاعتداء في الدعاء: "فكل سؤال يناقض حكمة الله، أو يتضمن مناقضة شرعه وأمره، أو يتضمن خلاف ما أخبر به، فهو اعتداء لا يحبه الله، ولا يحب سائله"، ومن صور الاعتداء في الدعاء:
1. الدعاء عـلـى مـــن لا يستحقه. (أي: يظلم في دعائه): أخرج البخاري، ومسلم من حديث أبي هريرة رضـــي الله عنه: "لا يزال يُستجاب للعبد مالم يدع بإثم أو قطيعة رحم".
2. أنْ يطلب الداعي أموراً أثبتت النصوص الشرعية عدم حصولها، مثل أن يدعو لجميع المسلمين دون استثناء بدخول الفردوس الأعلى دون سابقة عذاب أو حساب، كما ورد في سؤالكم، فهذا الدعاء نعم فيه اعتداء، فقد ورد في الآيات الكريمة، والأحاديث الصحيحة، أنَّ بعض المسلمين لن ينجو من دخول النار، والحساب، وأنهم لن يدخلوا الفردوس.
أما أنْ يخصص الداعي لنفسه بتلك الأمور، أو لوالديه الصالحين، أو لبعض الملسمين، فلا مانع من ذلك، ولا يعد من صور الاعتداء في الدعاء.
والله يحفظكم ويرعاكم.