سؤال
رقم مرجعي: 941244 | الصلاة | 17 إبريل، 2019
حكم الصلاة وفي الفم بقايا طعام
السلام عليكم ما حكم الصلاة وفي الفم بقايا اكل مثل القطع الصغيرة التي تبقى بين الاسنان او مثلا الطعم الذي يبقى عالق باللسان ؟
إجابة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق سيدنا محمد الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد؛
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بالإشارة إلى سؤالك المثبت نصه أعلاه، فإن الأكل والشرب عامدا يبطل الصلاة باتفاق العلماء، وذلك لما ورد في الحديث عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ : كُنَّا نَتَكَلَّمُ فِي الصَّلاةِ ، يُكَلِّمُ الرَّجُلُ صَاحِبَهُ , وَهُوَ إلَى جَنْبِهِ فِي الصَّلاةِ , حَتَّى نَزَلَتْ ( وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ ) فَأُمِرْنَا بِالسُّكُوتِ ، وَنُهِينَا عَنْ الْكَلامِ. [أخرجه مسلم طبعة الحلبي 1/383].
و أبطل الحنفية الصلاة بالأكل والشرب ولو ناسيا، ولم يبطلها المالكية والشافعية والحنابلة إذا كانا يسيرين في حالة السهو وقالوا يجبر بسجود السهو، أما الكثير فيبطل الصلاة ولو سهوا، ولعله الأقرب إلى الصواب.
كما شرع للمسلم المضمضة عند الوضوء والسواك عنده و قبل الصلاة؛ ليبقى فم المسلم فارغا من آثار الطعام والشراب وغيره، وهذا أدب من آداب الصلاة ينبغي الحرص عليه، لكن لو بقي في الفم بين الأسنان أو على اللسان أثر بسيط للطعام فلا يبطل الصلاة، قال ابن قدامة -رحمه الله-: إذا أكل أو شرب في الفريضة عامداً بطلت صلاته رواية واحدة ولا نعلم فيه خلافاً... فإن فعل ذلك في التطوع أبطله في الصحيح من المذهب، وهو قول أكثر الفقهاء. وإن أكل أو شرب في فريضة أو تطوع ناسياً لم يفسد عند الحنابلة، وبهذا قال عطاء والشافعي ... لقوله عليه الصلاة والسلام: عفي لأمتي عن الخطأ والنسيان. ، وقال الأوزاعي: تفسد صلاته، وهو قول الحنفية لأنه عمل كثير وحالة الصلاة مذكرة. وقال -رحمه الله-: وإن بقي بين أسنانه أو في فيه من بقايا الطعام يسير يجري به الريق فابتلعه لم تفسد صلاته. واالله أعلم.
والله يقول الحق وهو يهدي السبيل.