ماذا افعل ليجاب دعائي

إجابة

بسم الله والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله

أمر سبحانه بالدعاء وجعله من أعظم القربات إليه فقال: (وَقالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِينَ).( غافر : 60).

وقال سبحانه: (وَإِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) (البقرة :186).

وقد يقال هنا: إن الآية الكريمة تدل على أن الله يستجيب لدعاء الداعين مع أننا نرى

كثيراً من الداعين لا يستجاب لهم! فالجواب: ما روي عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخدري، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَدْعُو بِدَعْوَةٍ لَيْسَ فِيهَا إِثْمٌ، وَلَا قَطِيعَةُ رَحِمٍ، إِلَّا أَعْطَاهُ اللَّهُ بِهَا إِحْدَى ثَلَاثٍ: إِمَّا أَنْ تُعَجَّلَ لَهُ دَعْوَتُهُ، وَإِمَّا أَنْ  يَدَّخِرَهَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ، وَإِمَّا أَنْ يَصْرِفَ عَنْهُ مِنَ السُّوءِ مِثْلَهَا " قَالُوا: إِذًا نُكْثِرُ، قَالَ: «اللَّهُ أَكْثَرُ» أخرجه أحمد وصححه الألباني.

وأضاف ابن الجوزي في كتابه زاد المسير في علم التفسير (1/146):

أن الدعاء تفتقر إجابته إلى شروط أصلها الطاعة لله، ومنها أكل الحلال، فإن أكل الحرام يمنع إجابة الدعاء، ومنها حضور القلب وإخلاص النية، والتيقن من الاستجابة، فقد جاء في الحديث:

"ادْعُوا اللَّهَ وَأَنْتُمْ مُوقِنُونَ بِالإِجَابَةِ، وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَجِيبُ دُعَاءً مِنْ قَلْبٍ غَافِلٍ لاَهٍ" أخرجه الترمذي وحسنه الألباني.

وعلى الداعي أن يلتزم بآداب الدعاء، نحو البدء بحمد الله والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، والإلحاح بالدعاء، وحسن الظن بالله، وسؤاله بأسمائه وصفاته، فإن توضأ كان خيرا، وإن استقبل القبلة كان خيرا.

وعلى المرء اغتنام الأوقات التي يستجاب فيها الدعاء نحو: الثلث الأخير من الليل، وما بين الأذان والإقامة، والدعاء في السجود، وبعد عصر الجمعة،  ويوم عرفة، وليلة القدر .

ويجب على الداعي أن يعتقد أن المصلحة في إجابته إلى ما سأل قد لا تكون بالاستجابة، فقد تكون المصلحة في تأخير ما سأل أو في المنع منه، فالله أعلم بما يصلح حال العبد.