سؤال
رقم مرجعي: 980982 | مسائل متفرقة | 9 نوفمبر، 2025
حكم عمل مهندس البرمجيات في صيانة برنامج سياحي يروج للخمور وغيرها.
السلام عليكم انا اعمل كمهندس برمجيات و الفتره الحاليه اعمل في شركه تقوم بتقديم برنامج له علاقه بالسفر و الرحلات و المطاعم و حفلات ترفهيه حول بعض الدول مثل مصر, السعوديه , اليابان, امريكا التطبيق يمكن المتسخدم من انشاء رحله كامله له في مدينه معينه ويمكنه اضافه اماكن سياحه ومطاعم في اثناء عملي لحظت شئ في بعض المطاعم الموجوده علي البرنامج من دوله اليابان ان في صور لقائمه الطعام التي يوفرها المطعم وتحتوي علي خمور ولكن البرنامج لا يقدم خدمه الخمور بالفعل بل نحن نقوم باضافه المطاعم في البرنامج المتاحه في هذه البلد ونقوم باضافه صوره لقائمه الطعام التي يقدمها كل مطعم فما حكم الشرع وهل هناك حرمانيه علي عاتقي او ذنب مع العلم ان البرنامج لا يقدم الخمور فعليا بل يعرض المطاعم الموجوده في هذه المدينه وقائمه الطعام لها وطبعا قد تكون هذه المطاعم تقدم لحم غير حلال فهل مجرد الادلال علي المطعم يعتبر اثم برجاء الافاده من السنة وفي حاله الاحتياج لاي توضيح برجاء التنبيه لست انا من طور هذا البرنامج فقد تم توظيفي في هذه الشركه مؤخرا لاقوم باعمل الصيانه واصلاح المشاكل مع العلم ايضا يتم اضافه هذه المطاعم وصور قائمه الطعام من فريق ادخال البيانات التابع للشركه صاحبه البرنامج
إجابة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق سيدنا محمد الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد؛
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الأخ السائل الكريم:
بالإشارة إلى سؤالك المثبت نصه أعلاه، فقد اتفق الفقهاء على تحريم شرب الخمر وبيعها وتقديمها، يقول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [المائدة: 90]، وقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: «لَعَنَ اللَّهُ الْخَمْرَ، وَشَارِبَهَا، وَسَاقِيَهَا، وَبَائِعَهَا، وَمُبْتَاعَهَا، وَعَاصِرَهَا، وَمُعْتَصِرَهَا، وَحَامِلَهَا، وَالْمَحْمُولَةَ إِلَيْهِ» [سنن أبي داود، كتاب الأشربة، باب العنب يعصر للخمر، وصححه الألباني].
والذي نراه أن العمل في صيانة برنامج سياحي ترويجي لفنادق أو مطاعم تقدم الخمر لا يخلو من الحرام أو شبهته، وذلك لقوله تعالى: ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾ [المائدة: 2] والمسلم مأمور بالابتعاد عن الحرام والشبهات، لقول رسول الله، صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الْحَلاَلَ بَيِّنٌ، وَإِنَّ الْحَرَامَ بَيِّنٌ، وَبَيْنَهُمَا مُشْتَبِهَاتٌ، لاَ يَعْلَمُهُنَّ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ، فَمَنِ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ، وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ وَقَعَ فِي الْحَرَامِ، كَالرَّاعِي يَرْعَى حَوْلَ الْحِمَى، يُوشِكُ أَنْ يَرْتَعَ فِيهِ، أَلاَ وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى، أَلاَ وَإِنَّ حِمَى اللَّهِ مَحَارِمُهُ...» [صحيح مسلم، كتاب المساقاة، باب أخذ الحلال وترك الشبهات]، وننصح السائل الكريم بأن يلتمس العمل الحلال البين، ولو براتب بسيط، فأبواب الرزق الحلال واسعة والحمد لله، وقليل حلال، خير من كثير حرام، ومن ترك شيئاً يبتغي به رضا الله عوضه الله خيراً منه، قال تعالى: ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا*وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا﴾ [الطلاق: 2-3]، والله تعالى أعلم.
والله يقول الحق وهو يهدي السبيل
