سؤال
رقم مرجعي: 985245 | فقه العقوبات | 17 أكتوبر، 2024
حكم السرقة من محفظة الغير، وكيف تكون التوبة
انا خلال سنتان كنت اسرق من محفظة عمي و قد ندمت كثيرا و عزمت ان لا اعود الى ذلك ابدا ، و المبلغ كبير نوعا ما حوالي 9000 دولارا هذا تقدير قدرته حيث انني لا اذكر كم سرقت منه ، و الان انا في سن 21 سنة و انا اعزم على جمع المال و رده حين استطيع و اطلب الله ان ييسر لي رد هذا الدين الذي يعيشني بعذاب الضمير ، و لكن عمي هو مفوض قضائي و من الممكن له ان يتوفر على مال من المعاينات التي يعاينها كالحجز على المال و غيره فالان يرا ودني وساوس بانني من الممكن ان اكون سرقت من ممتلكات الدولة او الناس فهل ارجع المال كله لعمي او ماذا افعل انا اخاف ان يبقى شيئا في ذمتي الى يوم الدين.
إجابة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق سيدنا محمد الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد؛
بالإشارة إلى السؤال المثبت نصه أعلاه، فالسرقة من الأمور التي حرمها الله تعالى، وأوجب لها عقوبة شرعية محددة، يقول الله تعالى: ﴿وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ [المائدة: 38]، وبما أن هذا السارق ندم وتاب، فإن الله تواب رحيم، يقول سبحانه: ﴿فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [المائدة: 39]، ولكن يشترط في توبته حتى تقبل أمور عدة، تتلخص بالآتي:
1- الإقلاع عن السرقة إقلاعاً كاملاً.
2- الندم على ما قام به من السرقة.
3- العزم على أن لا يعود إلى السرقة مرة أخرى.
4- رد الأموال المسروقة جميعها إلى أصحابها.
وعليه؛ فإذا توافرت هذه الشروط تتحقق توبته، إن شاء الله تعالى، غير أن الأموال التي سرقها تبقى ذمته مشغولة بها، حتى لو كانت الأموال المسروقة من مصدر فيه شبهة أو حرمة، فإن عليك رده لصاحبه، والله أجل وأعلم.
والله يقول الحق وهو يهدي السبيل