سؤال
رقم مرجعي: 285528 | المعاملات المالية المعاصرة | 9 أكتوبر، 2025
حكم الراتب الحاصل من وظيفة تم الوصول إليها من هاتف اشتري من مال الأمانة
السلام عليكم أخوي تركوا عندي مبلغ من المال و أنا أخذت بعض من هذا المال دون علمهما على سبيل القرض لشراء هاتف و بعد شهر قمت بالبحث عن وظيفة عن طريق هذا الهاتف و قبلوني في الوظيفة ثم جائني تفكير بأن راتبي سيكون حرام لأني لم أرد بعد ذلك المال فذهبت و إستسمحتهم و سامحوني ثم جائني شعور بأن أذهب و أستسمحهم في الراتب أيضا لأن لأن العمل جاء بسبب ذلك المال و قرأت فتوى أن الربح من المال المغصوب يرد إلى صاحب المال هل يجب أن أذهب و أستسمحهم في الراتب مع أن الراتب جاء من الوظيفة و الوظيفة جاءت عن الطريق الهاتف الذي إستريته من ذلك المال أفيدوني لأن الوسواس أنهكني
إجابة
الحمد الله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق سيدنا محمد الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد؛
السائل الكريم:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بالإشارة إلى سؤالك المثبت نصه أعلاه؛ فالأصل حرمة التصرف في مال الأمانة من غير إذن صاحبها وذلك لقوله تعالى:
﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ۚ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا﴾ [سورة النساء: 58] ويقول تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ} [سورة الأنفال: آية 27]، وقال تعالى في مدح المؤمنين: {وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ} [سورة المؤمنون: آية 8]، وقال صلى الله عليه وسلم: "أدِّ الأمانة إلى من ائتمنك ولا تخن من خانك" (رواه أبو داود في سننه)، وجاء في وصف المنافق أنه إذا ائتمن خان.
وبما أنك طلبت المسامحة من أصحاب الأمانة وحصل أن سامحوك، فلا شيء عليك غير أن ترد لهم المال الذي اشتريت به الهاتف، وإن سامحوك به، فلا شيء عليك، ولا ترجع لمثل هذا الفعل من جديد، والراتب حقك أنت لأنه مقابل عملك، ولا يعد ذلك من المال المغصوب ولا ثمرته.
والله يقول الحق وهو يهدي السبيل