سؤال
رقم مرجعي: 810676 | المساجد | 17 إبريل، 2022
حكم جعل الباب الموصل لمنبر المسجد عن شماله
السادة رئيس وأعضاء لجنة الفتوى التابعة لكلية الشريعة في جامعة النجاح الوطنية. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تقبل الله منا ومنكم الطاعات،واعاننا الله وأياكم على حمل وأداء الأمانة الشرعية. --- نعرض لحضراتكم ،ومن أجل استصدار رأي الشرع في مسألة عرضت لنا ، وهي ما حكم اي يكون الباب الموصل لمنبر المسجد،عن يمينه،أو عن شماله،وهل هناك ضير ومخالفة ان كان الباب عن شمال المنبر. علما ان موضوع السؤال ،انه في مسجد جديد أقيم على نفقة أهل الخير، في شارع عماد الدين، في نابلس(باسم مسجد الفاروق )استحالة فتح الباب عن يمين المنبر،وذلك لوجود عامود سيحجب الخطيب عن الناس في المسجد. نرجوا أيفائنا بفتوى مطبوعة وموقعة من لجنتكم الموقرة،حسما للخلاف،حتى يأخذ الحق مجراه،لعرضها على دائرة أوقاف نابلس،حسب طلبهم ولكم الشكر سلفا.
إجابة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق والمرسلين، وبعد:
السنة اتخاذ المنابر للخطب الدينية كالجمعة والعيدين ونحوها في المساجد، كما كان عليه الأمر في زمن النبي صلى الله عليه وسلم. روى الإمام البخاري في صحيحه (كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ إِلَى جِذْعٍ، فَلَمَّا اتَّخَذَ المِنْبَرَ تَحَوَّلَ إِلَيْهِ فَحَنَّ الجِذْعُ فَأَتَاهُ فَمَسَحَ يَدَهُ عَلَيْهِ). وفي الحديث المتفق عليه أن النبي صلى الله عليه وسلم (أرسل إلى امرأة من الأنصار: أن مري غلامك النجار يعمل أعواداً أجلس عليها إذا كلمت الناس). ووجود المنبر ليس من شروط صحة الصلاة، فلو خطب على الأرض صحت صلاة الجمعة.
ويسنّ أن يكون المنبر على يمين المحراب، لفعل النبيّ صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين من بعده. قال الإمام النووي: "قالَ أَصْحَابُنَا وَغَيْرُهُمْ: وَيُسْتَحَبُّ أَنْ يَكُونَ الْمِنْبَرُ عَلَى يَمِينِ الْمِحْرَابِ، أَيْ: عَلَى يَمِينِ الإِمَامِ إذَا قَامَ فِي الْمِحْرَابِ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ، وَهَكَذَا الْعَادَةُ".
وقال الإمام العمراني: "ويستحب أن يكون المنبر على يمين المحراب، وهو الموضع الذي يكون على يمين الإمام إذا توجه إلى القبلة؛ لأن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ صُنع له منبرُهُ هكذا".
وبناء على ذلك نوصي الجهات المشرفة على بناء المساجد بمراعاة جعل المنبر على يمين المحراب، والاجتهاد في ذلك قدر الإمكان، ولكن إن تعذر الأمر، واقتضت طبيعة البناء أن يكون المنبر عن يسار المحراب، فلا حرج في ذلك إن شاء الله.
أما بالنسبة لموقع الباب الذي يصعد من خلاله الخطيب إلى المنبر، فإنه لا مانع من الناحية الشرعية في أن يكون عن يمين المنبر أو يساره، بل يتخذ القائمون على المسجد ما يناسب طبيعة المسجد وطبيعة البناء القائم من حيث الأعمدة والمساحات المتاحة في المسجد بما لا يؤثر على صفوف المصلين.
والله أعلم