الرد على من يقول إن النووي مبتدع

إجابة

الحمد لله رب العالمين، وبعد:

يظهر بين الحين والآخر بعض من يدّعي العلم، ممن يتطاولون على الأئمة العلماء بحسن نية أو بخبث طوية، يتهمونهم بالبدعة تارة، وبالكفر أخرى، وبالفسق أحيانا، ويُخشى أن يكون مثل هؤلاء معاولاً لهدم الإسلام، بقطع صلة طلاب العلم بتاريخ أسلافهم من الجهابذة، حتى لا يبقى لهم قدوة في العلم، فهؤلاء لم يسلم منهم أحد، حتى إنهم تطاولوا على أبي حنيفة، وابن حجر، والسيوطي وغيرهم.

والحقيقة أن الإمام النووي من العلماء الراسخين، وهو بارع ومصنف في الفقه، والحديث، واللغة. ومن أهم كتبه‏:‏ (شرح صحيح مسلم)‏ و(‏المجموع‏ شرح المهذب)، و (الأربعون النووية ‏)، و(‏رياض الصالحين‏)‏، و (التبيان في آداب حملة القرآن )، ‏و (‏تهذيب الأسماء واللغات‏) وغيرها.

وقد ذاعت كتبه وعم النفع بها عبر العصور، وكلام أهل العلم في مدحه والثناء عليه مستفيض، ويجب على طلبة العلم عدم القدح والطعن بأئمة المسلمين الذين اتفقت الأمة على إمامتهم والأخذ عنهم، فإن لحوم العلماء مسمومة.

أما البدعة فهي ما أحدث في الدين مما ليس منه؛ يشهد لذلك قوله صلى الله عليه وسلم: ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد )، ومن المعلوم أن الإمام النووي لا ينكر الصفات، وأما ما ينسب إليه من  تأويل بعضها، فإنه يدخل في دائرة الخلاف المشروع بين أهل السنة، ولا يوصف بالابتداع.

وموضوع الصفات من أكثر المداخل التي يدخل منها هؤلاء المرجفون فيحيون في أذهان الناس تفصيلات خلاف فروعية، هم في غنى عنها.  

فلا يتهم أحد من العلماء بالبدعة والفسق والانحراف اذا كان له رأي في مسألة خلافية، فضلاً عن كون الخلاف في هذه المسألة مشهور.

والله أعلم